بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الموافق الخامس من يونيو من كل عام وهو الذي تم تحديده من منظمة الأمم المتحدة ليحتفل العالم به لتحسين البيئة وإذكاء الوعي ومراجعة الخطط والبرامج والتشريعات المتعلقة بالبيئة وفقا لأحدث المستجدات والقرارات الدولية ومن أهمها قرار قمة الأمم المتحدة الصادر سبتمبر 2015 بشأن الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة وما تضمنته من التزامات تتعلق بالبيئة واتفاقية باريس لتغير المناخ.
وفي هذه المناسبة وما تشهده المنطقة من ظروف دقيقة فإننا نتذكر ما فعلته الحروب السابقة من تدمير للبيئة سواء بسبب الأسلحة الحديثة الفتاكة أو بسبب تسرب النفط لمياه الخليج أو بسبب الظروف البيئية الناتجة عن تحركات المتحاربين لتنفيذ الأوامر بتدمير الخصم، وقد نتج عن حرب الخليج متلازمة أطلق عليها «متلازمة حرب الخليج» Gulf War Syndrome ونشرت في المجلات والدوريات العلمية العديد من البحوث والدراسات عن تأثيرات الحروب على البيئة والتي قد تستمر لعقود وتؤثر في أجيال متعاقبة وتكون عالية التكلفة.
وما زالت تداعيات تدمير البيئة بسبب الاحتلال العراقي للكويت عالقة في أذهاننا وذاكرتنا الوطنية ولن تنساها الأجيال.
وفي يوم البيئة العالمي الموافق الخامس من يونيو أرجو من كل المتخصصين والقيادات البيئية أن يكون خطاب التوعية البيئية هذا العام عن الحروب وتدمير البيئة والأعباء التي تتحملها البيئة بسبب الحروب والأسلحة الحديثة، حيث إن هذا أهم من استعراض المخالفات ومطاردة بعض الحالات الفردية للتجاوزات بحق البيئة.
ولا بد من إجراء الدراسات الخاصة بالآثار المترتبة على الشعوب بسبب الحروب، إذ هناك الكثيرون ممن يعانون من ضيق التنفس بسبب ملوثات حرب الخليج أو من الإجهاض المتكرر أو من تشوه الأجنة أو من السرطان بسبب التعرض للمواد المسرطنة التي استخدمت في الحروب.
إن تدمير البيئة بالحروب يجب ألا يغيب عن حسابات الجميع لأن التكلفة باهظة وتثقل كاهل الدول والحكومات والعالم.
وأتمنى من المتخصصين والمسؤولين عن البيئة أن يضعوا خطط طوارئ بيئية في هذه الظروف الدقيقة لحماية الجميع منها ومن آثارها.