في البداية لابد من معرفة ماذا نقصد بذوي الاحتياجات الخاصة ومن هم وما هي حقوقهم؟ إذ أن هناك اتفاقا عاما على أن مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة يستخدم لتسمية مجموعة من الأشخاص الذين لا يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون تقديم رعاية خاصة لهم نتيجة وجود قصور فكري أو عصبي أو حسي أو مادي، أو مزيج من هذه الحالات بشكل دائم ويفضل استخدام هذا المصطلح بدلا من مصطلح المعاقين.
وقد عرفت الأمم المتحدة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم الأشخاص الذين يعانون حالة دائمة من الاعتلال الفيزيائي أو العقلي في التعامل مع مختلف المعوقات والحواجز والبيئات مما يمنعهم من المشاركة الكاملة والفعالة بالمجتمع بالشكل الذي يضعهم على قدم المساواة مع الآخرين.
وقد خلق الله البشر على مستويات مختلفة من الصحة والقدرات، وجعل كلا منهم يحتاج الآخر ولا يجوز استخدام لفظ المعاقين لما له من أثر سلبي عليهم.
ويجب أن يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة بعناية صحية طبيعية كغيرهم من البشر لممارسة حياتهم الطبيعية، ولكنهم أكثر عرضة للخطر من غيرهم لذلك فهم بحاجة إلى متابعة حثيثة من ذويهم حيث إن أي أذى يتعرضون له قد يؤدي إلى إرباك العائلة بأكملها ويضعها تحت ضغط نفسي وعصبي وأحيانا مادي كبير.
وكل ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من ضعف ولا يجب افتراض أو تخمين احتياجاتهم أو مشاعرهم والتصرف نيابة عنهم.
ولا بد من مساواة ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم الأصحاء بالإضافة إلى حقهم في التعليم والتأهيل والرعاية والتشغيل دون تمييز طبقا لما جاء في إعلان هيئة الأمم المتحدة.
ويمتاز الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة بصفات ومواهب جعلتهم يتفوقون على بعض الأصحاء مثل توماس أديسون الذي فقد سمعه في طفولته ولكنه قدم للبشرية الاختراعات الكثيرة مثل المصباح الكهربائي والتلغراف والكاميرا.
لذلك لابد من أن يحتضن المجتمع هذه الفئة ويقدم لها كل ما تحتاجه واستغلال المواهب التي يتمتعون بها فقد حرص الإسلام على عدم تحقيرهم فقد عاتب الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سورة عبس لأنه تجاهل الأعمى عبدالله بن مكتوم وأعطى كامل انتباهه إلى كبار المشركين الذين كانوا موجودين، فلا فرق عند الله بين الناس إلا بالتقوى، ولعل شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤمن بالله سبحانه وتعالى حق الإيمان أقرب إلى الله من شخص سليم مقصر في حق الله عز وجل.