تتميز الكويت بنظام فريد للجمعيات التعاونية يتيح الفرصة ليس لتوفير وسد الاحتياجات المختلفة لأبناء المنطقة ولكن أيضا للإدارة المبدعة والتنافس لإرضاء المستهلكين، حيث إن الجمعيات لها دور تنموي تستطيع من خلاله المساهمة في الأنشطة المجتمعية ولا يقتصر دورها على تنظيم رحلات العمرة وتوزيع هدايا المتفوقين أو القيام بالعروض التسويقية والرمضانية.
وهناك العديد من المجالات التي تحتاج إلى المبادرات التنموية التعاونية والتسابق بين الجمعيات لتنفيذها، وأعتقد أن وزارة الشؤون الاجتماعية واتحاد الجمعيات يستطيعان تنظيم جائزة الكويت للمبادرات التعاونية التنموية؛ لتمنح للمبادرة الفائزة كل عام، حسب شروط واضحة وإجراءات شفافة؛ لاختيار الفائزين وتكريم مجلس إدارة الجمعية الفائزة على أعلى مستويات التكريم.
ويجب أن تكون الجمعيات التعاونية أكبر من مجرد سوق مركزي بأفرعه أو مشروع ربحي للمساهمين، ولكنها من الممكن أن تقود التنمية في المنطقة من خلال مبادرات إبداعية قد تختلف من منطقة إلى أخرى، ولكنها تتوافق حول الرغبة والإرادة في إطلاق مبادرات تنموية في جميع المجالات حسب احتياجات المنطقة والأفكار المبدعة التي تتفق حولها آراء أهالي المنطقة الذين سيكونون بآرائهم ليسوا مجرد أصوات في انتخابات مجلس الإدارة.
وأرجو من وزارة الشؤون الاجتماعية واتحاد الجمعيات أن يدرسا هذا الاقتراح ويضعاه موضع التنفيذ من أجل تطوير دور الجمعيات التعاونية، وإتاحة الفرصة لها للعمل كشركاء في التنمية الشاملة لتحقيق كويت المستقبل، حيث إنه بذلك سيكون المجتمع هو الرابح في كل منطقة، ما يجعل المساهمين يشعرون بالتجديد في أنشطة الجمعيات وتوجيهها إلى المجالات ذات الأولوية لهم ضمن منظومة من المعايير والشروط التي تضعها وزارة الشؤون وتشجع الجمعيات على الالتزام بها.