يتعلق الهدف الرابع من الأهداف العالمية المعتمدة من قادة ورؤساء دول العالم في اجتماع قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المنعقد في سبتمبر 2015 بالتعليم من حيث ضمان جودته وتوافر فرص التعليم للجميع طوال الحياة وهذا لا يتوقف فقط على التعليم الحكومي ولكنه يشمل القطاع الخاص أيضا.
وقد أسعدني ما كشف عنه تقرير الرقابة الذي أصدرته مدرسة الكويت الإنجليزية هذا العام بعد زيارة فريق بنتا انترناشيونال، حيث إن المدارس البريطانية في الخارج تخضع لتدقيق هذا الفريق وهو ضمن مؤسسة الاعتماد الدولي لجودة التعليم البريطاني للمدارس خارج المملكة المتحدة ونتج عن التقرير أن مدرسة الكويت الإنجليزية تلبي جميع المعايير للمدارس البريطانية في الخارج.
وتعد مدرسة الكويت الإنجليزية أحد نماذج القطاع التعليمي الخاص المدرك لمسؤولياته الوطنية والذي يعمل وفقا لرؤية تستشرف آفاق المستقبل وتدرك أن التعليم والصحة هما الركيزتان الرئيسيتان للتنمية الشاملة والمستدامة وبدونهما يصبح من الصعب لأي دولة أن تحقق أي إنجازات على طريق التنمية المستدامة، ولا يعني هذا التقليل من شأن الأهداف الأخرى السبعة عشر للتنمية المستدامة، حيث إنهما متداخلان ومتكاملان مع الأهداف الأخرى.
وكشف تقرير الرقابة لمدرسة الكويت الإنجليزية عن السعي الدؤوب لتحقيق جودة التعليم من خلال بيئة تعليمية متكاملة تتوافق مع المعايير العالمية وتقوم بدور تربوي إلى جانب الدور التعليمي، بل تتعدى المدرسة ذلك لتصبح مركزا للإشعاع والريادة المجتمعية وتحقيق ما هو أكثر اتساعا من سور المدرسة وما هو أبعد من دفتي الكتاب المدرسي والمناهج التعليمية.
وإن وجود مثل تلك النماذج التعليمية في الكويت يستحق الدراسة والاستفادة بما يعزز المنافسة الإيجابية وينقل الدروس المفيدة للتعليم الحكومي الذي كان مثالا يحتذى سابقا ونتمنى أن يعود إلى سابق عهده حيث تخرج فيه العديد من الأجيال الذين تقلدوا المناصب القيادية المهمة في البلاد.