إنه ليس من الأفرع التقليدية للطب التي تعلمناها وتعلمها من سبقونا بدراسة الطب، ولكنه في الواقع مجموعة من العلوم التي امتزجت وتداخلت وانصهرت تحت عنوان الطب التجديدي لتفتح أبوابا جديدة وواعدة أمام علاج العديد من الأمراض التي عجز الطب غير التجديدي عن علاجها.
وأهم مكونات الطب التجديدي هو الخلايا الجذعية وما ينشر يوميا من العديد من البحوث عن نجاح استخداماتها لعلاج العديد من الأمراض وتجديد الأنسجة المختلفة في جسم الإنسان.
ومنذ بداية التسعينيات ازداد اهتمام دوائر ومراكز البحوث بالعالم المتقدم بالطب التجديدي وأنشأت مراكز البحوث وتم ضخ الملايين من الدولارات لدعم بحوث وتطبيقات الطب التجديدي من أجل خير البشرية وإنقاذ الأرواح، ومثلما أجريت البحوث وضخت الملايين من الدولارات لدعمها فقد ارتفعت أصوات كثيرة تنادي بالضوابط الأخلاقية للطب التجديدي والخلايا الجذعية حتى لا يطغى نهم الباحثين والعلماء على الأخلاقيات، والمتتبع لما ينشر من بحوث ومستجدات عن الطب التجديدي Regeneration medicine من حقه أن يتساءل عن موقعنا العلمي والأخلاقي وسط تلك المستجدات العالمية وإلى متى سنجلس في آخر صفوف مقاعد المتفرجين بعيدا عن الأحداث وتطوراتها المتلاحقة وخصوصا أن العديد من المراكز بعدة دول أصبحت تروج لخدماتها تحت اسم العلاج بالخلايا الجذعية وتستقطب العديد ممن يراودهم الأمل في الشفاء من أمراض اعتبروها ميئوسا من شفائها تقليديا.
وأتمنى على الوزارات والجهات المتخصصة أن تنشر بكل شفافية ومهنية ما يحتاجه المجتمع من جرعات من المعرفة عن الطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية، وبالتوازي مع ذلك علينا أن نجد لأنفسنا ولدولنا موطأ قدم مناسب وسط هذه المستجدات بظهور الطب التجديدي، وأن يكون لدينا مركز متخصص يضم نخبة من العلماء والأطباء والباحثين ليأخذوا على عاتقهم مواكبة المستجدات العالمية ووضعنا في مكانة لائقة على خريطة الطب التجديدي بدلا من موقعنا الحالي كمتفرجين في آخر الصفوف.
وأعتقد أن كلية الطب بجامعة الكويت التي تشرفنا بالدراسة بها ستضع الطب التجديدي ضمن المناهج الدراسية والأولويات البحثية وسط عالم جديد وآفاق رحبة للطب التجديدي وما يتيحه من آفاق واعدة للمرضى والباحثين والبشرية جمعاء ومن البديهي ألا ننظر للطب التجديدي على أنه ضخ دماء جديدة في بعض المواقع لأن الأمرين مختلفان وتفصلهما فوارق فكرية ومنطقية ليس من المستحيل ملاحظتها وفهمها.