هل فكرت ماذا تفعل إذا ذهبت إلى المستشفى لمراجعة الطبيب ووجدت أمامك طبيبا آليا؟ وكيف تتقبل مثل هذا الموقف؟ وهل تثق بالطبيب الروبوت أكثر من ثقتك بالطبيب من البشر؟ إنه ليس من الخيال العلمي بل أصبح واقعا بالفعل في أماكن عديدة من العالم بعد أن عرف الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence طريقه إلى الطب وأثبت نجاحات تضاهي نجاحات البشر في التشخيص الدقيق من جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وهناك دراسات مثيرة عن استخدامات الطبيب الروبوت في مواقع وتخصصات مختلفة ورصد مقارنات بين الأطباء الروبوت وزملائهم من البشر في مواقف متعددة وأيهما كان تشخيصه أدق من الآخر في المواقف المختلفة.
ومهما كانت نتائج تلك المقارنات في الأداء الطبي والجراحي بين الطبيب الروبوت والطبيب البشري فلم تعد مهنة الطب احتكارا على بني البشر من الأطباء الذين تعبوا وتفوقوا في الدراسة وواصلوا الليل بالنهار للفوز بشرف العمل بمهنة الطب، إذ دخل المهنة من باب الذكاء الاصطناعي الطبيب الروبوت الذي لن يخضع لتحقيقات بسبب خطأ طبي ولن تلحق به أحكام قضائية ما دام يمارس مهنة الطب حتى لو على سبيل التجربة.
وعلينا أن نفكر مليا في طب المستقبل الذي قد يكون أقرب للخيال العلمي حيث الروبوت والذكاء الاصطناعي وتجديد الأنسجة والأعضاء وغيرها من المستجدات التي نقف مشدوهين أمامها، فقد اخترنا موقع المتفرجين من تلك التطورات المتلاحقة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكارات، فماذا نحن فاعلون أمام جميع تلك التطورات؟ وهل لدينا رؤية واضحة لتتعامل معها إنسانيا ومهنيا وأخلاقيا؟ وماذا عن الرأي الطبي في تشخيص وعلاج حالة ما إن كان مصدره الطبيب الروبوت الذي لا يعرف المجاملات الإنسانية؟ وماذا عن المضاعفات بعد العملية الجراحية التي أجراها الروبوت؟ وهل يخضع الأطباء الروبوت إلى الكادر الوظيفي المتبع للأطباء من حيث التعيينات والأجور والمكافآت والخفارات والأعمال الممتازة وغيرها؟ وهل من المتوقع أن يشغل طبيب روبوت وظيفة إشرافية ضمن منظومة الإدارة الصحية بمستوياتها المختلفة؟ إنها أسئلة تطرح نفسها وقد نفاجأ بإجابات واقعية عليها من التجارب المنقولة من الدراسات عن الأطباء الروبوت وإنجازاتهم في مجالات مختلفة.