عندما تخرج صباحا إلى عملك فإنك تواجه ازدحام المرور وتكدس الشوارع والمواقف بالسيارات ما يؤدي إلى التوتر والاحتقان والقلق والتساؤلات التي تفرض نفسها هي لماذا كل هذا الازدحام وأين الحلول لهذه المشكلة المزمنة وما السبب في خروج جميع الموظفين في نفس الوقت وعودتهم في نفس الوقت وما هو إنتاجهم في العمل وما الأجواء النفسية التي يعيشونها في عملهم مع كل العوامل التي تضاعف التوتر والعنف أحيانا، وكذلك تأخر الموظفين لأخذ أبنائهم من المدارس ما يزيد التوتر والحوادث.
هذا بالإضافة إلى البصمة التي ألزم بها جميع موظفي الدولة من قبل الخدمة المدنية وقد ضخت الملايين من أجل شراء وتوزيع أجهزة البصمة في جميع جهات العمل.
وعندما يعمل الموظف تحت هذه الظروف فإن إنتاجيته ستكون أقل ولن يشعر بالرضا والسعادة ما ينعكس على أسرته وعلى المراجعين.
لا بد من التفكير بحلول عملية واقعية غير تقليدية لحل هذه المشاكل المتداخلة، فلماذا نتمسك بتواجد الموظف بجسمه في مكان العمل لكل ساعات العمل المحددة التزاما بالبصمة وخوفا من الخصم من الراتب والإنذارات والعقوبات؟ وماذا استفدنا من الحكومة الإلكترونية لإنجاز المعاملات إلكترونيا دون شرط حضور المراجع بنفسه لتخفيف الازدحام؟ وهل لدينا دراسات عن تأثير خفض ساعات العمل على جودة الإنتاج وسعادة الموظف ورضى المراجعين عن الخدمات وهل نشرت مثل تلك الدراسات؟ وإن لم يكن لدينا سبب وجيه ومبررات مقنعة لضرورة تواجد الموظف بجسده في مركز العمل وإثبات ذلك بالبصمة فإن هذا يعني أن قراراتنا عشوائية وغير مبنية على المنطق والعلم وآن الأوان أن نتخذ قرارات شجاعة لمصلحة العمل ولزيادة وجودة الإنتاج والتخفيف من الازدحام والتوتر والعنف والقضاء على غياب الثقة بين المراجع والموظف.
إن ما نحتاج اليه هو قرار جريء بخفض عدد ساعات العمل ورصد ما يترتب على ذلك من فوائد للأسرة والمجتمع والإنتاج ونترك جانبا التفكير بأسلوب البصمة لأن مثل تلك الأساليب الإدارية البالية لم تعد تليق بعصر الحكومة الإلكترونية.
ولكن من الذي يملك الشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار الذي آن الأوان لاتخاذه وبسرعة ودون تردد لزيادة جودة الإنتاج وتخفيف الازدحام والتوتر وتحقيق السعادة للجميع.