تغير المناخ، ما هو؟ لا أقصد به تغير المناخ الذي عقدت من أجله المؤتمرات الدولية وأبرمت المعاهدات وصدرت البحوث عنه وأصبح موضوعا رئيسيا على جدول أعمال اجتماعات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ولكن ما أعنيه هو تغير المـناخ الاجتماعي من حولنا سواء على مستوى العلاقات الاجتماعية أو على مستوى الروابط الطبيعية بين أفراد الأسرة والمجتمع.
ولا أستطيع أن أجزم بالتحديد هل تغير المناخ أدى إلى تداعيات اجتماعية وسلوكية؟ وماذا أعددنا لمجابهة تداعيات تغير المناخ على سلوكيات المجتمع وعلاقات أفراده التي تكشف عنها حياتنا اليومية وقد تجد طريقها للإعلام كخبر وليس كموضوع خاضع للتدقيق والتحليل.
فلننظر إلى ما تتناقله وسائل الإعلام عن حوادث العنف وأخبار محاولات الانتحار وحوادث تهريب المخدرات للبلاد بأنواعها المختلفة والتي يكشفها رجال السلطات الأمنية الساهرون على حماية أمن وأمان الوطن، ولا بد من التدقيق بإحصائيات التفكك الأسري وأسبابه وتداعياته لأنها كلها ظواهر غير مألوفة ولم تعرفها الأجيال السابقة حيث كان الأمن الاجتماعي هو السياج الواقي للجميع، وهذا كله يشكل من حولنا التغيرات في المناخ الاجتماعي ويحتاج إلى وقفات جادة من جميع المعنيين والمتخصصين بدراسة أبعاد هذه الظواهر وحجمها والتفكير في العلاج والوقاية باتخاذ الإجراءات المتعددة المبنية على التخطيط العلمي الذي يرتكز إلى المؤشرات والإحصائيات.
ومن المعيب أن نترك المناخ الاجتماعي يعصف بالمجتمع ويهدد التنمية بينما نقف موقف المتفرجين السلبيين وأرجو أن نرى ونسمع من وزارات الدولة والجهات المتخصصة والمسؤولة عن خططها لمجابهة تغير المناخ الاجتماعي وآلية تنفيذ تلك الخطط، وفي مقدمة الجهات المسؤولة وسائل الإعلام الحكومي والخاص سواء كان المقروء أو المسموع أو الإعلام الحديث لأن الطرح الإعلامي سيضع الظاهرة تحت المجهر ومن ثم يهرع الجميع للقيام بمسؤولياتهم قبل تفاقم الأمور ومن ثم يفقد المجتمع الأمان الموروث والمعهود.
ويجب على كل مسؤول أن يتوقف أمام ما يصدر من مؤشرات وإحصاءات من الجهات الرسمية بالدولة لتكون منطلقا للوقاية والتصدي لتلك الظواهر المستجدة والغريبة على مجتمعاتنا حتى نحقق التنمية المطلوبة ونحافظ على أمن البلاد واستقرارها.