أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا نشرته على موقعها للإقليم الأوروبي منذ أيام عن العلاقة بين الأدب والصحة ووثق هذا التقرير العديد من الدراسات التي أجريت وما توصلت إليه حول المردود الإيجابي للأدب على الصحة سواء من حيث الصحة النفسية أو الجسدية أو من حيث الوقاية من الأمراض أو العلاج أو التأهيل.
وهناك العديد من الأمثلة التي وردت بالتقرير عن تأثيرات الاستماع للموسيقى على تخفيف آلام السرطان والولادة وأمثلة من أنواع الآداب المختلفة وعلاقتها بالصحة وتعزيز أنماط الحياة الصحية.
وبعد أن قرأت التقرير بشغف توصلت إلى قناعة بأن من يقومون بوضع بروتوكولات الرعاية الصحية وعلاج الأمراض ومن يخططون لبناء وتجهيز المستشفيات الجديدة عليهم ألا يتجاهلوا دور الأدب في الصحة وأن يكون للموسيقى والآداب موقع في هذه الخطط وأن يضم فريق الاستشاريين أعضاء من ذوي الخبرة في العلاقة بين الأدب والصحة وقد يكون من المناسب إشراكهم في وضع السياسات والاستراتيجيات الصحية.
وننتظر قريبا أن نسمع في مستشفياتنا أصوات الموسيقى الهادئة المريحة وأن نرى اللوحات الفنية ونرى الفنانين يخففون عن المرضى آلامهم ومعاناتهم.
ولا بد أن يكون لدى متخذي القرارات القناعة لأهمية علاج المشاكل الصحية بوصفة من الأدب حسب ما توصل إليه تقرير المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية بكوبنهاغن والذي أتمنى أن يطلع عليه كل مهتم بالشأن الصحي.
وقد نرى قريبا في كل مستشفى غرفة للموسيقى أو غرفة للرسم والإنتاج الأدبي وقد تكون ممارسة النشاط البدني بانتظام للوقاية من السمنة من خلال دروس التمارين الصحية واليوغا.
ولا تغفلوا دور الأدب والأدباء عند وضع الخطط والاستراتيجيات الصحية والبروتوكولات العلاجية فإنهم شركاء للأطباء ولهم أدوارا مهمة في الوقاية والعلاج والتأهيل.