إن تدريب القياديين ضرورة تنموية لتحقيق كويت المستقبل وتطوير وتقدم البلاد، وعندما نطلع على خطة التنمية ومشاريعها المختلفة وما ينشر من آن لآخر عن دور ومسؤوليات القياديين لوضع وتنفيذ مشاريع التنمية والمتابعة باستخدام المؤشرات، فهذا يعني أن لدينا قياديين ذوي علم وكفاءة وخبرات ومهارات في التخطيط والمتابعة وليس من خلال قص الأشرطة وتوقيع البريد فقط والتصوير ونشر الصور في وسائل الإعلام.
وإن أي مشروع أو برنامج في الخطة يجب أن يقوده قيادي لديه من العلم والخبرة ما يؤهله لهذا المنصب أما من يصل للمنصب بالباراشوت من معدومي الكفاءة ودون إعداد أو تدريب فإن ذلك يؤدي إلى تعرقل التنمية وتراجع الوطن وخسارته وفشل التخطيط وإهدار الموارد وتأخر إنجاز مشاريع الخطة التنموية.
يجب أن تكون القيادة بأيدٍ وعقول مدربة ومؤهلة ولديها الخبرة الكافية للتخطيط، إذ يقع على الخدمة المدنية العبء الأكبر للقيام بمسؤولياته في اختيار القياديين قبل هبوطهم بالباراشوت وإعدادهم ببرامج مكثفة وتدريبهم بدلا من تركهم يخططون دون تدريب أو مهارات أو خبرات.
ولدينا العديد من الأمثلة لمن هبطوا بالباراشوت على مواقع كثيرة بينما مهاراتهم شديدة التواضع في التخطيط والمتابعة مما أدى إلى الفشل وهدر الموارد والإمكانيات.
إن الوطن بحاجة إلى قياديين مؤهلين مدربين قادرين على العطاء وليس استغلال المناصب لمصالحهم الشخصية ولا بد من وضع آليات واضحة ومحددة لمحاسبة المخطئين والمقصرين في عملهم أيضا ومن يستغلون مناصبهم للمصلحة الشخصية.
إن كنا نسعى لطريق الإصلاح فلا بد من التخلص من المحسوبية والواسطة في التعيينات للقياديين وعدم استخدام الباراشوت في تعييناتهم واختيار ذوي الكفاءة والخبرة والعلم لتحقيق التنمية وتطوير البلاد لنقضي على التراجع الذي نراه الآن في بعض المواقع المهمة فللوطن حق علينا جميعا أن نحافظ عليه من كل ما يمكن أن يدمره.