في مثل هذا اليوم من عام 1948، أصدرت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يعتبر أهم وثيقة من المواثيق الدولية، وهو المؤشر الذي يستخدم لتقييم أداء الدول والأنظمة في المجتمع الدولي. وقد شاهدنا تعرض بعض الدول للملاحقات من المجتمع الدولي إن لم تمتثل بصدق للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يعطي الحقوق الأساسية للإنسان ويعتبر الحد الأدنى مما يجب على جميع السلطات تقديمه لأي إنسان بصرف النظر عن أصله أو عقيدته أو لونه. ومن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولدت العديد من الوثائق مثل حقوق المرضى وحقوق الطفل وحقوق كبار السن وجميعها مكملة لبعضها بعضا بمبادئها.
إن بوابة حقوق الإنسان تعتبر البوابة الرئيسية بأي نظام وبأي دولة، لذلك يجب على كل فرد في هذا اليوم أن يطلع أبناءه على نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حتى يكون الجميع على دراية بها ولا نتهرب من مسؤولياتنا والانتباه واليقظة لكل ما من شأنه أن يدعم مكانتنا في المجتمع الدولي، وعلى الديوان الوطني لحقوق الإنسان أن ينتهز هذه المناسبة ليطلق الحملات الإعلامية المناسبة، وكذلك لا بد من مشاركة الصحافة والإعلام والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام وضرورة إعادة نشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع التوعية والتعريف بجهود الدولة وإنجازاتها المشهود بها بالمجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان، وهكذا يكون الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
إننا ننتظر الكثير من الديوان الوطني لحقوق الإنسان كجهاز مستقل يضطلع بمسؤوليات جسام تمس مكانة الدولة في المجتمع المدني بإبراز الإنجازات أمام العالم، وأن يكون له الدور التوعوي والتوجيهي والقانوني وعليه القيام بمسؤولياته كاملة والتي بينها ما يتعلق باليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق 10 ديسمبر من كل عام، إذ إن المجتمع الدولي وضع حقوق الإنسان على قمة أولوياته بعد نهاية الحرب العالمية الطاحنة بويلاتها المدمرة. ولا ننسى حقوق الخدم في المنازل خاصة أنهم يتغربون ويبعدون عن أهلهم من أجل طلب الرزق، فلنتعامل معهم كما دعانا له ديننا الإسلامي وكما تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم.