لغتنا العربية الجميلة هي لغة القرآن الكريم، وقد أنفقت الدولة الكثير من الأموال لتعليم اللغة العربية في المدارس ولطباعة الكتب، بالإضافة إلى تحمل المدرسين والمدرسات الجهد والعبء والمشقة لتعليم اللغة العربية للصغار والكبار.
وكم تعلمنا الفتحة والضمة والكسرة والسكون والفاعل والمفعول به والمبتدأ والخبر وغيرها من الأساسيات التي تتكون منها الجمل الجميلة أو تتكون بها العبارات المنفرة بسبب الجهل بها حيث انه عندما يحدث خلل في الجملة تفقد مفعولها وتصبح مثل البضاعة الفاسدة التي تهرع وزارة التجارة والبلدية إلى سحبها من الأسواق ومعاقبة مروجيها، تلك هي الحقيقة عن تعاملنا مع البضاعة الفاسدة ولكننا نتعامل بصورة مختلفة مع إفساد وتشويه لغتنا الجميلة ونشر البضاعة اللغوية الفاسدة.
ومنذ وقت قريب كانت لوظيفة (مصحح لغوي) مكانتها في دور الإعلام والنشر وفي الأماكن المرموقة وكان للمصحح اللغوي دوره في حراسة قواعد اللغة العربية ووقف أي تجاوزات عليها من أي شخص والتأكد من جمال الصياغة قبل البث والنشر احتراما للهوية والذوق العام والتراث العريق.
ولكن مع الأسف الشديد أصبح الآن في بعض مواقع المسؤولية من لا يتقنون المهارات اللغوية الأساسية وأصبح من النادر إجراء تصحيح لغوي قبل النشر فتخرج علينا من آن لآخر حالات صارخة لتشويه اللغة العربية والعبث اللامسؤول بقواعدها الجميلة.
وأصبحنا نرى ان من يقوم بتشويه اللغة العربية ليس طلبة المدارس فقط، ولكن يظهر ذلك في بعض البيانات الصادرة أو التصريحات الصحافية أو حتى بعض الخطابات الرسمية وتتضمن إهانات بالغة للغتنا الجميلة مثل نصب الفاعل أو رفع المفعول به أو إيثار السلامة في اللغة بالسكون في غير مواضعه لأن المستوى اللغوي لبعض المسؤولين شديد التواضع ولأن المصحح اللغوي أصبح من الماضي.
إنني أدعو الباحثين الغيورين على لغتنا الجميلة وتراثنا العريق لأن يرصدوا حالات الاعتداءات على لغتنا الجميلة وأن يلاحقوا المعتدين على الفاعل والمفعول به ولو وصلت المطاردة المشروعة لتلك التجاوزات إلى «اليونسكو» فلن يدافع أحد عن هذه الحالات ومرتكبيها، وعلينا أن نهتم بتدريس اللغة العربية وقواعدها ليس على مستوى المدارس فقط ولكن على مستوى من يجرى إعدادهم لشغل وظائف قيادية وإشرافية فمن المخجل أن تقود وفي نفس الوقت ترتكب الانتهاكات الصارخة بلغتنا العربية الجميلة لغة القرآن الكريم.