الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في الهند، ويعتنقه حوالي 14.2% من السكان، وقد جاء الإسلام أولا إلى الساحل الغربي من الهند مع قدوم التجار العرب في وقت مبكر من القرن السابع الميلادي، وكان مسجد شيرامان جمعة في ولاية كيرالا هو أول مسجد في الهند، وقد بني في عام 629م من قبل مالك بن دينار.
ووصل الإسلام إلى شمال الهند في القرن الثاني عشر عبر الغزوات التركية، وأصبح منذ ذلك الحين جزءا من التراث الديني والثقافي للهند. ولكن عندما نتابع تاريخ الهند منذ قديم الزمان فإنه تاريخ معقد لا يمكن لأي شخص أن يفهمه بسهولة، فقد بدأ الصراع بين الهندوس والمسلمين بغزو الخلافة الأموية للسند في عام 711.
وأثناء التوسع الإسلامي خلال العصور الوسطى فقد تم اضطهاد الهندوس وتدمير معابدهم من المغول المعادية للهندوس، وعلى الرغم من هذا النزاع، إلا أن عددا من الهندوس كانوا يعبدون ويواصلون عبادتهم في مقابر القديسين الصوفيين المسلمين.
ونظرا لاعتناق ملايين الهندوس للإسلام أثناء فترة حكم المسلمين، فقد ترك شعورا بالمرارة وخيبة الأمل لدى كثيرين من الهندوس بسبب التحدي الكبير الذي واجههم من الإسلام. ولكن ملوك الهند حرصوا على تعايش المسلمين والهندوس السلمي وعلى الوحدة الهندوسية ـ الإسلامية ودافع ملوك الهند عن ذلك، وأبرزهم جلال الدين أكبر وقادة حركة الاستقلال الهندية مثل المهاتما غاندي وعبدالغفار خان. فقد طالب الإمبراطور جلال الدين أكبر بالوحدة بين الهندوس والمسلمين وعين الهندوس والمسلمين كمسؤولين في بلاطه، كما شارك وشجع مهرجانات هندوسية وإسلامية.
وخلال حرب الاستقلال الهندية الأولى في عام 1857 حشد الهندوس والمسلمون في الهند لمحاربة البريطانيين، وصرح مانموهان سينغ في عام 2007 أن هذه الأحداث كانت بمنزلة شهادة على تقاليد الوحدة الهندوسية ـ الإسلامية.
وعلى الرغم من محاولات البريطانيين زرع الفتنة بين الهندوس والمسلمين، فإن الجميع توحدوا ولم يتفرقوا، ما يؤكد الوئام بينهم وحرص ملوكهم على هذه الوحدة والتعايش السلمي.
ولابد من رد الجميل والعرفان لما قدمه حكام الهند وحرصهم على الوحدة الوطنية لاستقرار البلاد ولتحقيق التنمية الشاملة التي يسعى لها الجميع.