الموت حق على الجميع، ففي نفس الأسبوع كان الموت حاضرا بقوة على شاشات الفضائيات والمواقع الإخبارية، وتعددت الصور والمناسبات والضحايا، ولكن حقيقة الموت هي واحدة سواء في مسقط أو في بغداد أو في طهران أو في أوكرانيا أو في سلطنة عمان.
وهذا يدعونا للتأمل والتحضير لمثل تلك اللحظات بالعمل الصالح والابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل لأن حقيقة الموت ليست عبثا من حولنا وكم فقدنا أعزاء وكم اختفى أحباب من حولنا ولكن يبقى للموت جلاله وهيبته وهو حق علينا ولا بد من أن نتعلم الدروس المستفادة من قصص الموت التي تحيط بنا فقد مات المطرب وهو على خشبة المسرح، ومات الشيخ وهو يلقي خطبته الدينية، ومات قارئ القرآن وهو يتلو ما تيسر له من كتاب الله الحكيم، ومات المسن وهو على فراشه، ومات المريض وهو على سرير المرض.
إنني أدعو الله أن يتغمد موتانا ووالدينا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجعل مثواهم الجنة وأن يخفف عنا سكرات الموت وصدمته.
وفي نفس الأسبوع فقدت سلطنة عمان الشقيقة ودول مجلس التعاون المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد الذي يذكره الجميع بأخلاقه الحميدة وسياسته الحكيمة، وقبله بعدة ساعات سقطت طائرة أوكرانية ولقي كل من كانوا بها مصرعهم، وقبلها الأحداث المؤسفة في المنطقة والتي جعلت الموت حاضرا وبقوة في صور متعددة معظمها وللأسف الشديد من صنع الإنسان.
هناك من يطلق العنان لمشاعر الانتقام والشماتة لمن يموت والبعض الآخر يتكلم عن الموت بسخرية، ولكن الواجب على الجميع أن يكبحوا جماح هذه المشاعر وأن يقولوا دائما (إنا لله وإنا إليه راجعون).
هل كان ركاب الطائرة الأوكرانية يشكون للحظة واحدة أن الطائرة تسير بهم إلى طريق الموت أو أنها ستهبط بوفاتهم في صورة أشلاء متناثرة؟ وهل من سقطوا في الاحتجاجات والمظاهرات كانوا يعلمون أن هذه نهايتهم؟ جميعهم ماتوا فجأة ولم يعرفوا موعد الموت لأن كل نفس ستدرك الموت ولو كانوا في بروج مشيدة، وحكمة الله في إخفاء وقت الموت هو رحمة لعباده.
أدعو الله أن يرحمنا جميعا ويرحم والدينا وموتانا وموتى المسلمين و(إنا لله وإنا إليه راجعون).