يعاني أكثر من 40% من الكويتيين البالغين من السمنة وهم بذلك في مرتبة متقدمة بين دول العالم من حيث معدلات انتشار السمنة، وهذا يعني أننا تفوقنا على العالم في ذلك. إن السمنة هي أحد عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان والسكر وأمراض القلب والأمراض التنفسية المزمنة والتي تترتب عليها أعباء على المريض والأسرة والمجتمع وتكاليف كثيرة على النظام الصحي. وبالرغم من العديد من الدراسات والتقارير التي تحذر من مخاطر السمنة والتي فاقت مخاطر التدخين وتعاطي التبغ، إلا أن الإنجازات أقل بكثير من الطموحات.
فمازالت موائدنا عامرة بالطعام والحلويات في جميع المناسبات ويندر أن تجد مناسبة من دون موائد الطعام المتنوع كثير السعرات الحرارية والتي يقبل عليها الجميع دون استثناء.
إنني أتساءل إلى متى سيستمر تفوقنا على العالم في معدلات انتشار السمنة، ولماذا لا يكون لدينا مشروع وطني للتصدي للسمنة ليس بإجراء العمليات الجراحية للتكميم وتغيير المسار وغيرها، بل بتغيير نمط الحياة بشجاعة وبسرعة وأن نهتم بنمط الحياة الصحي وممارسة النشاط البدني بانتظام وتناول الخضراوات والفواكه وتقليل الملح والسكر في الطعام. وأتمنى أن أجد بطاقات المحتوى على كل مادة غذائية، أسوة ببعض الدول التي طبقت ذلك، في جميع المحلات التجارية وكذلك توفير مقياس للميزان في محلات المواد الغذائية وأن يكون في مكان واضح للجميع لينتبهوا إلى أهمية متابعة الوزن باستمرار.
أما بالنسبة للنشاط البدني المنتظم فيجب أن يكون جزءا من البرنامج اليومي لجميع الأعمار وخاصة في المدارس للتخلص من السمنة وزيادة الوزن، حيث إن مشكلة السمنة وزيادة الوزن تحتاج إلى تضافر جهود جميع المسؤولين في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ولا يقتصر على وزارة الصحة فقط. ولابد من نشر الإحصائيات الخاصة بالسمنة وزيادة الوزن في التقارير الدورية بمواقع المنظمات العالمية وبشفافية تامة حتى نستطيع مواجهة هذه المشكلة ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة لها.