فجأة ودون سابق إنذار وجدت النظم الصحية على مستوى العالم كله أمام تحد يغلب عليه المجهول فإن فيروس كورونا جديد ولا تتوافر المعلومات المطلوبة للتعامل معه ومواجهته، ولا يوجد تطعيم أو علاج نوعي ولا يمكن معرفة من هم أكثر المعرضين للإصابة بسبب عدم توافر دراسات وبائية في هذه المرحلة.
أما عن الإجراءات الوقائية الاحترازية التي يتحدث عنها الجميع فقد بنيت على التجارب السابقة للتعامل مع أنواع أخرى من الكورونا.
وإن الشفافية الكاملة والمرة التي انتهجتها الصين وباقي دول العالم في التعامل مع الموضوع أتاحت الفرص الكثيرة للوقاية من هذا الفيروس، ولولا قدر الله ولم تنتهج الشفافية وكانت أرقام الإصابة مغيبة لكان العالم أمام كارثة دولية.
وقد يكون النظام الصحي في الصين لم يواجه طوارئ صحية عامة سابقا بنفس الحجم، أما عن الدول الأخرى التي ظهرت بها حالات إصابة أو التي لم تسجل بها حالات مؤكدة فإنها تواجه تحديات بالنظم الصحية، من أبرزها اليقظة والاستجابة وحشد الموارد لمجابهة الطوارئ والأهم من ذلك هو الاستعداد والتدريب على التعامل مع الموقف وعلى جميع المستويات والمواقع، بالإضافة إلى متابعة كل المستجدات العالمية للاستفادة منها بالخطط الوطنية التي ترتكز على المعرفة بالرغم من أن الفيروس مستجد وحجم المعلومات عنه مازال شحيحا ولكن هذا يعتبر تحديا صحيا أمام الجميع.
ولعل أخطر ما يواجه النظم الصحية من تحديات هو الوصم والتمييز بسبب المرض والذي يجب تجنبه لأنه لا يتفق مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
إن نشر أرقام الإصابات بالفيروس المستجد ليس مجرد أرقام تصدرها السلطات الصينية ومنظمة الصحة العالمية بهذه الشفافية التامة وخاصة عن تقييم الإصابة بالعدوى من حيث الإصابة بالمرض وعدد الوفيات، حيث ان هذا يعتبر أحد التحديات أمام النظم الصحية في جميع أنحاء العالم فهذه الأرقام المعلنة ليست مجرد أرقام ولكنها أرواح بشر وخلف كل منها قصة إنسانية لأب أو أم أو طفل كان لديه آمال كبيرة مثل غيره من البشر ولكنه تحول إلى مجرد رقم في نشرة الضحايا لهذا الفيروس ودون ذكر اسمه أو حالته الاجتماعية.
إنها مأساة كبيرة والأهم من ذلك أن نتأهب جميعا للوقاية والتصدي لهذا الفيروس والتضامن مع الضحايا وذويهم.