في أوقات الأزمات وبينما يكون جميع المسؤولين مشغولين بأبعاد وتداعيات الأزمة، فإن هناك من يستغل وينتهز هذه الظروف لتحويل الأزمة إلى منافع خاصة لهم دون حياء أو خجل وهذه المنافع قد تكون شخصية أو اجتماعية أو مادية أو وظيفية.
وهؤلاء الانتهازيون موجودون في جميع المجتمعات وتراهم ينشطون لمنافعهم الذاتية خلال الأزمة، ولكن ما يقومون به ينكشف للآخرين بعد ذلك.
فهناك من يرفع أسعار بعض السلع أضعافا مضاعفة مثل أسعار الكمامات والمطهرات والقفازات، وهناك من يخفي هذه السلع حتى يزيد الطلب عليها ثم يطرحها بأسعار ضخمة بالأسواق وهناك من يستغل الظروف لاستعراض عضلاته في الأزمة ليحظى بإعجاب المسؤولين.
إن الأزمات تبين معادن الأشخاص فالإنسان الوطني الذي يحرص على مصلحة الوطن يتبرع بما يستطيع بما يملك لدعم تجاوز الأزمة وهناك من تبرع بالوجبات والطعام ومن تبرع بالكمامات أيضا، وهناك من يضحي بحياته لمساعدة الآخرين.
إن انتهاز الأزمات للمصالح الشخصية لا يكون شطارة وذكاء ممن يستغل الظروف ولكنها تصرفات مقززة ولا يقبلها أي إنسان محب لوطنه.
ولابد من كل مسؤول أن يتابع ما يحدث في هذه الأزمات وأشيد بما قام به وزير التجارة والصناعة بتفقد أماكن بيع وسائل الوقاية في أزمة فيروس كورونا المستجد حاليا وحرصه على حصول المواطنين والمقيمين جميعا على جميع وسائل الوقاية ومعاقبة من يستغل ظروف الأزمة للمصلحة الشخصية، وهذه جهود المواطن الحريص على وطنه، وأتمنى من جميع المسؤولين أن يحذوا حذوه ويقوموا بواجباتهم لما فيه المصلحة العامة ومصلحة الوطن فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
وشكرا لكل من حرص على الدعم في هذه الأزمة، وشكرا للوزير الروضان على حرصه على حصول الجميع على وسائل الوقاية، وشكرا لكل من تبرع أو تطوع وتكاتف مع الجهات المسؤولة حتى نتجاوزها بنجاح بإذن الله.
حفظ الله الكويت وشعبها في ظل قيادتها الحكيمة من كل مرض وكل سوء.