نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده الذي أطلقه منذ عدة أسابيع وأعلن رسميا انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من عضوية منظمة الصحة العالمية وأن القرار سيكون ساريا بعد عام من الآن وأرجع السبب إلى عجز المنظمة بالتواطؤ مع الصين عن حماية العالم من كورونا المستجد بسبب إخفاء حقائق عن الوباء من جانب الصين والتواطؤ من جانب المنظمة.
واتهم ترامب المنظمة بالفساد، وبالطبع فإن المنظمة لن توقف نشاطها أو تجمد أعمالها بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من عضويتها وحرمانها من القسم الأكبر من مصادر تمويلها بالإضافة إلى عدم مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في أعمال المنظمة الدولية.
وهذا الموقف يستحق التأمل والتفكير في حيثيات القرار ومبرراته فضلا عن أهمية حسم الأمور العالقة علميا وليس سياسيا أو أيديولوجيا ويجب الفصل بين الصحة والأجندات السياسية ولا بد أن تكشف لنا الأيام القادمة عن ملفات لم تكن متداولة حول الأسباب الحقيقية والمواقف المتعلقة بفيروس كورونا المستجد وبداية ظهوره وموقف المنظمة حياله وخططها للإصلاحات المنشودة وكيف ستسير الأمور بعد هذا القرار والتعليقات عليه ومتابعته من الأوساط المختلفة.
وهل سيؤدي هذا إلى الإفصاح عما لم يعرفه العالم في حينه عن كورونا المستجد واتهام الرئيس ترامب للصين بإخفاء الحقائق عن العالم ومن ثم مسؤوليتها عن الأضرار والتداعيات التي ترتبت على الجائحة؟ وهل توقف الملايين التي تمنحها الولايات المتحدة الأميركية للمنظمة سيجعل المنظمة قادرة على تعويضها من مصادر أخرى؟ وكذلك هل توقف التمويل الأميركي للمنظمة سيكشف عن السبب الحقيقي لتأخر الإعلان عن الجائحة بل والحديث عن أن الفيروس لا ينتقل من إنسان لآخر مثلما كان الخطاب الرسمي عند بداية الإعلان عن الجائحة بالإضافة إلى عدم فرض قيود على السفر عند بداية الجائحة علما بأن معظم الدول ضربت بذلك عرض الحائط ولم تستجب للمنظمة وفرضت قيودها على السفر؟ ونحن بانتظار ظهور الحقائق للكشف عما إذا كانت المنظمة قد وقعت في براثن الاستغلال السياسي والاقتصادي لبرامجها ولا بد أن تكشف لنا الأيام القادمة حقيقة ما يحدث في منظمة الصحة العالمية.