عندما نتطلع لما يحدث حولنا من آن لآخر، فإننا نجد بعض التناقضات المحيرة التي يصعب قبولها ببساطة، فهناك تغييرات بالمواقف قد تكون صادرة بسبب عدم طاعتهم أو الامتثال لأوامرهم، وهناك مواقف تختلف اختلافا جذريا عما يجب القيام به في أوقات متقاربة فيصعب قبول أي تفسيرات لتلك الاختلافات.
والأمثلة حولنا كثيرة ومن غير الممكن حصرها ولا يقبل العقل فكرة تغيير المعطيات المتسارع الوتيرة الذي يفرض الكثير من المواقف المتناقضة، ولكن في بعض الدول عندما يجد المسؤول عدم قدرته على القيام بمسؤولياته التي يقتنع بها فإنه يكون صادقا مع نفسه بالاستقالة حتى لا يقع في تلك التناقضات.
ولكن ومع الأسف هناك الأقلية من المسؤولين الذين تركوا عملهم بسبب تلك التناقضات التي اكتشفوها فجأة، ولكن بعض المسؤولين الذين لم يتركوا وظائفهم لهذه الأسباب يعيشون في تناقض بين ما يجب عمله واقتناعهم به تماما وبين ما هو مطلوب منهم تنفيذه، وفي هذه الحالة يبقى المسؤول في حالة انفصام إداري وسياسي تدفع ثمنه المؤسسة أو المرفق الذي يتولى قمة هرمه بينما التناقضات مستمرة دون صدق مع النفس.
وإذا انتشرت ثقافة تنحي المسؤول طواعية إزاء ما يشعر به من تناقضات، فمما لا شك فيه أن تغييرات كبيرة ستحدث بالمستويات الإدارية المختلفة وتختفي التناقضات التي تعرقل العمل وتسيء للأداء في مواقع كثيرة.
إن تحمل المسؤول المسؤولية الكاملة يقتضي شجاعته لاتخاذ القرار ولا مكان للأيدي المرتعشة والفكر المرتعش في مواقع اتخاذ القرار حيث انه عند انتشار تلك الأيدي المرتعشة في اتخاذ القرار عند القمم فإن العطاء المؤسسي يفقد قوة الدفع ومبررات وجوده وتتأخر أو تتعطل خططه ونتائجها وتدفع ثمنها المجتمعات بسبب مسؤول أو ثقافة أو بسبب رأي عام لم يدفع الأمور إلى اتجاهها الصحيح.
فلندعُ كل مسؤول أن يقوم بمهامه المطلوبة منه والتي تؤدي إلى المصلحة العامة ودون تدخلات من الآخرين لإصدار القرارات الصحيحة المتزنة والتي تكون للمصلحة العامة حتى نرقى بوطننا لما فيه الخير للجميع ونحقق التطور والتقدم المستمر.