يوم القلب العالمي هو يوم 29 سبتمبر الذي يحتفل به العالم كله للتوعية بصحة القلب وإلقاء الضوء على أحدث المستجدات للوقاية من عوامل الخطورة التي تهدد صحة القلب وتكون مظاهر الاحتفالات كل عام بتنظيم الماراثونات والمحاضرات وحملات التوعية المجتمعية والتفاعل بين أفراد المجتمع ورعاة الاحتفال وأطباء القلب.
ولكن هذا العام وبسبب ضرورة التباعد الاجتماعي وتجنب الاجتماعات والتجمعات فيبدو أن الاحتفال بيوم القلب العالمي سيكون بشكل مختلف ليراعي الإرشادات الصحية والتباعد الاجتماعي.
وبعيدا عن العلاقة بين «كورونا» المستجد والحجر الصحي والحظر المرتبط بالتعامل مع الجائحة وتأثيراتها وتداعياتها سواء على مرضى القلب أو على عوامل الخطورة ذات الصلة بصحة القلب فإن مناسبة يوم القلب العالمي يجب ألا تمر مرور الكرام بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي بل يجب أن يكون الاحتفال بأسلوب مبتكر يراعي تلك الإجراءات.
ولا نغفل دور وسائل التواصل الاجتماعي والرعاية الصحية عن بعد Tele Health في هذه الظروف لبث رسائل التوعية بصحة القلب ونتائج أحدث الدراسات والتحديات المتعلقة بصحة القلب والوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة وفي مقدمتها التدخين والخمول البدني والتوتر والتغذية غير الصحية، والمتابعة المستمرة لصحة القلب وإجراء الدراسات والبحوث.
ولا يخفى علينا تداعيات كورونا على أنماط الحياة والتوتر وعدم الانتظام في برامج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة وتراجع الاهتمام بها خلال فترة كورونا وهو ما لا يجب أن يستمر لمدة أكثر من ذلك بعد أن عادت الحياة إلى مساراتها الطبيعية ومن ثم يجب أن يعود الاهتمام بالوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وأمراض القلب والتوعية والسلوكيات المعززة لصحة القلب وتجنب عوامل الخطورة.
ويجب علينا تطبيق أساليب حديثة وجاذبة للتوعية والاحتفال بالمناسبة من أجل قلوبنا التي نسعى لأن تكون بصحة وعافية وسعادة.
إن التوعية والإعلام الصحي عن بعد Tele Health Education يجب أن يكون أولوية كأحد الدروس المستفادة من ضرورات التباعد الاجتماعي ويجب ألا تكون كورونا مبررا لحذف الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية وأمراض القلب من الأولويات الصحية الرئيسية ويجب على جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني أن تطلق مبادرات مبتكرة في هذا المجال لأنه سيكون مخجلا أن يحل يوم القلب العالمي ولا نحتفل به لتنمية الوعي والتصدي للقاتل الصامت الذي كان وراء نسبة لا يستهان بها من وفيات كورونا المستجد.