تحول تطوير مصل أو تطعيم واقٍ لفيروس كورونا المستجد من اهتمام طبي صحي علمي إلى موضوع سياسي دولي تتسابق عليه دول العالم، حتى تكون هي صاحبة السبق وأنها الوحيدة القادرة على إنقاذ البشرية من هذا الفيروس بعد أن أنهكت الجائحة النظم الصحية وقضت على مئات الآلاف من الضحايا.
وأصبح الجميع يترقب تطوير المصل أو التطعيم للوقاية من فيروس كورونا المستجد ويتوق إلى حصوله على متطلبات الترخيص باستخدامه للبشر. وتتجه الأنظار إلى الدول التي من المتوقع أن تنتج التطعيم وبالتحديد إلى روسيا والولايات المتحدة الأميركية والصين وبريطانيا وفرنسا، وأصبح السباق بينها سياسيا وليس علميا أو صحيا، حيث أصبح الحديث عن المستجدات المتعلقة بتطوير التطعيم بمستوى رؤساء الدول، إذ يحرص رئيس الدولة التي تتجه الأنظار إليها كرائدة في إنتاج وتطوير التطعيم المنتظر إلى الربط بين إنجاز التطعيم وإتاحته واستعراض مكانة بلاده على خريطة العالم الذي يكتظ بالصراعات والتوترات والحروب.
ويبدو الآن أن التحالفات والعلاقات الدولية والتكتلات لن ترسمها القوة العسكرية والاقتصادية وحدها، إذ يبدو في الأفق ميلاد ديبلوماسية جديدة وهي ديبلوماسية التطعيم الواقي من «كورونا» الذي لا نعرف الكثير عنه وعن أمانه وفاعلية استخدامه سواء كان إنتاجه من الشرق أو من الغرب، حيث إن الفيروس مستجد وأرق العالم وعصف بالبشر، وقد وصفه الرئيس الأميركي ترامب بالفيروس الصيني، وكذلك فإن ابنة الرئيس الروسي بوتين ظهرت أمام عدسات الكاميرات وهي تتلقى التطعيم الروسي حتى تكون تلك رسالة سياسية للعالم بأن ديبلوماسية التطعيم قد أصبحت واقعا.
إن الحديث عن فيروس «كورونا المستجد» أو التطعيم الواقي أو العلاجات أصبح مادة خصبة لقادة دول العالم، ويبدو أنه سيكون مؤثرا في العلاقات الدولية من خلال ديبلوماسية التطعيم ضمن إطار الديبلوماسية الصحية التي لم نحدد موقعنا داخل إطارها حتى الآن.