يخالجني شعور قوي أن تعديل أو تأجيل أو إلغاء المادة (35 مكرر) من قانون الشهر العقاري ولائحته التنفيذية الصادرة في 5 يناير الماضي ستصدر به تعليمات رئاسية خلال أيام... قليلة.
لأن ما يحدث يتجافى مع أي منطق سياسي أو اجتماعي ويتعارض تماما مع قاعدة «التوقيت السليم للقرارات»، وحالة «الغليان» والإحساس بالقهر والظلم التي يشعر بها المواطن من الطبقة المتوسطة، والمتوسطة العليا بسبب الإعلان عن بدء تطبيق هذه المادة سيئة السمعة، لم تشهدها مصر منذ خروج الشعب في 30 يونيو 2013.!!
هل يعقل أنه في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس السيسي بجهود «غير مسبوقة» لمكافحة الفقر ومساندة الفقراء ودعم «الأكثر فقرا» يلجأ مستشارو السوء ووزراء الجباية ومسؤولو دعم البيروقراطية إلى استحداث قوانين ظاهرها العدل وباطنها العذاب ولن تجلب سوى «الاحتقان»، وضرب الوحدة الوطنية الشعبية التي تدعم الرئيس وتسانده وتؤازره، ثم لن تحقق سوى «إفقار المستورين» الذين تجرعوا قبل شهور الجزء الأكبر من كأس سم المصالحة على المخالفات؟!
..نعم يا سادة لقد تجرع ملاك الوحدات السكنية كأس سم المصالحة وحدهم ويقومون بسداد قيم المخالفات التي ارتكبتها شركات التطوير المخالفة، وأصحاب العمارات اللصوص.. الذين «اختفوا» فجأة ولم تستطع كل أجهزة الدولة استجلابهم.. وإجبارهم على دفع ثمن مخالفاتهم، وكانت النتيجة أن قيل للمشترين: ادفعوا ثم ارفعوا قضايا على الملاك!!..
واليوم تتكرر نفس المأساة فيطالب القانون مشتري الشقة أو الوحدة باصطحاب مالك العمارة ليذهب معه إلى الشهر العقاري أو ممثل الورثة مصطحبا معه «شهر إرث» وليس إعلام وراثة بسداد رسوم ضريبة 2.5% تصرفات عقارية والمقرر أن يدفعها البائع، الذي سيختفي كما اختفى عند مطالبته بدفع قيمة التصالح من قبل، وطبعا سيضطر المشتري للسداد نيابة عن البائع الغائب، ثم رفع قضية عليه!!
..ويخرج إلينا معالي المستشار الجليل وزير العدل مؤكدا أن «الحكومة لا تجبر المواطنين على التسجيل في الشهر العقاري».. وهي «مقولة حق»، ولكن يا سيدي إذا لم يتم التسجيل في الشهر العقاري فلن يتمكن المشتري من إدخال المرافق من كهرباء ومياه وغاز، ولن يتم الاعتراف بالعقد الابتدائي، كما لن يستطيع التصرف في العقار بأي شكل من أشكال البيع، ويمكن للمالك إعادة بيع الوحدة وتسهيل تسجيلها للمشتري الجديد في الشهر العقاري وتعترف الحكومة بالمالك الجديد!!
«لكن الحكومة لا تجبر المواطنين على التسجيل في الشهر العقاري»!
..وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]