«هيخصخصوكي يا زوزو».. هكذا «استظرف» المسؤول الكبير بوزارة الزراعة وهو يبلّغ البروفيسورة زينب الديب قرار إنهاء المشروع الحلم بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وتطوير نمط الحياة في الريف والصحراء بعد أن استمرت التجارب والنجاحات 7 سنوات رسمياً من 1990 ـ 1997، وتم إدراج «المشروع» بالتفصيل في خطتين خمسيتين بكود رقم (306800).
تقول زينب الديب: «بعد النجاح الكبير على أرض الواقع وظهور ثمار المشروع على الفلاحين والشباب الذي تحمس له، فجأة وفي عام 1997 تم إيقاف العمل بالمشروع بقرار «شفهي» بعد أن تعرضت لمضايقات وصلت حد التهديد بالقتل والتنكيل ومساومات لا تنتهي، ثم كان وقف المشروع دون قرار مكتوب».
وتم إرسال شكاوى إلى النائب العام والجهاز المركزي للمحاسبة ونيابة الأموال العامة، وكشفت تحقيقات النيابة في القضية المقيدة برقم 459 لسنة 2004 حصر أموال عامة أن البروفيسورة زينب الديب فوجئت قبل افتتاح المرحلة الثانية للمشروع بوزير الزراعة الأسبق د. يوسف والي يساومها مقترحاً عليها إعداد المشروع لإسناده إلى مستثمرين من شركات متعددة الجنسيات وذلك مقابل مليار دولار!!، وعقب رفضها لم يتم التوقيع بالموافقة على كتاب المجموعة الأوروبية برصدها 750 ألف يورو لأبحاث وتطبيق المشروع.
وكانت الصدمة الكبرى عندما طالبت زينب الديب بتوزيع البذور (التقاوي) التي تم استنباتها بمعرفة فريقها العلمي على الفلاحين، إذ قالت وزارة الزراعة أن التقاوي اختفت من مخازن الوزارة ولم تعد موجودة؟!
ثم كانت المفاجأة الأكثر سوءاً، وهي سرقة شقة ومكتب د. زينب في الزمالك بعد عودتها الثانية عقب ثورة يناير 2011، ففي نوفمبر 2012 تقدمت العالمة المصرية ببلاغ إلى النيابة يتضمن سرقة شقتها في الزمالك والاستيلاء على 2 هارد ديسك يحتويان على «جميع» الوثائق والفيديوهات الخاصة بـ «المشروع» إضافة طبعا لذهبها وأموالها لتبدو المسألة سرقة عادية!! وطبعاً لم يتم التوصل للسارق أو استعادة الهارد ديسك، لكن النيابة أمرت بمداهمة مكاتب «مسؤولين كبار» في وزارة الزراعة وتم ضبط مستندات «المشروع» في أدراجهم وتحويل الأمر للنائب العام!!
وتقول العالمة المصرية إنها قابلت د. عصام شرف، رئيس الوزراء في سنة حكم الإخوان وأبلغها بعدم استطاعته إحياء مشروعها بسبب وجود «ضغوط عليه»!!
انتهيت من عرض هذه «المأساة» وبقي سؤال: من ذا الذي يملك كل هذا النفوذ والسيطرة والتحكم حتى يوقف «شفاهة» مشروع تم إقراره ونجاحه ووضعه في خطتين خمسيتين ولو ترك لحققنا الاكتفاء الذاتي من القمح؟
وأرجو أن تعتبر جميع الجهات المسؤولة سلسلة المقالات هذه «رسالة» وطنية خالصة لإعادة إحياء المشروع؛ حتى ننتج كفاف خبز يومنا، وكلي ثقة في نزاهة ووطنية الإدارة الحالية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]