استعرضت معكم بالأمس الاتجاهات السياسية الخمسة الأساسية الموجودة على الساحة المصرية، ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي في نهاية أبريل الى «حوار وطني سياسي مع كل القوى دون استثناء أو تمييز» ومصافحته لحمدين صباحي.. إيذانا ببدء مرحلة جديدة للتقارب والحوار الوطني.. ولكن..
- هل هي المرة الأولى التي يدعو فيها الرئيس السيسي للحوار الوطني خلال السنوات الثماني الماضية؟
- وماذا تم في المرات السابقة؟
- ولماذا مر شهر كامل تقريبا على الدعوة والمصافحة دون حدوث شيء على أرض الواقع، حتى جاء حديث حمدين صباحي لضياء رشوان الذي حاول فيه وضع النقاط على الحروف، وحث القوى السياسية على المشاركة في الحوار؟
- وما ردود فعل الأحزاب والقوى السياسية في مصر على دعوة الرئيس وحوار حمدين؟
- وكيف تم تفسير توقيت الدعوة، وربطها بأحداث سبقتها؟
- وهل ستدخل جماعة الإخوان (الإرهابية والمحظورة بحكم القانون) في محادثات الحوار الوطني؟
العديد من الأسئلة فجّرتها دعوة الرئيس، ومن ثم حوار حمدين صباحي مع ضياء رشوان.
ولنبدأ بالإجابة عن الأسئلة السابقة والتي طرحتها القوى السياسية فور إعلان الدعوة، مع محاولة استشراف ما هو آت..
أولا: لم تكن دعوة يوم الثلاثاء 26 أبريل في «إفطار الأسرة المصرية» هي الأولى، فإن لم تخني الذاكرة كان هناك حوار مع قيادات لحوالي 35 حزبا في يناير 2015، قبيل الانتخابات البرلمانية، وتكرر الأمر بنهاية 2016 بدعوة عدد من رموز المعارضة لحوار أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للشباب، وإن ظلت الدعوة الأخيرة في أبريل الماضي هي الأكثر مباشرة ووضوحا.
ولم تسفر المرتان السابقتان عن نتائج جوهرية.
ومنذ إطلاق الدعوة الأخيرة مر شهر قبل ظهور حمدين صباحي التلفزيوني، كان الحديث يدور خلاله في دهاليز السياسة المصرية عن كيفية الإعداد للحوار، وما سبل تنظيمه، وكيف سيتم التعامل مع مخرجاته وكيف تتحقق أقصى استفادة منه، ومن الذين سيسمح لهم بالمشاركة فيه، وما «النفحات» التي سيقدمها النظام لحث القوى السياسية على المشاركة؟
وبدأت بالفعل الأحزاب والقوى السياسية ترتيب أفكارها وتنظيم مطالبها استعدادا للحوار، والملاحظ أن المطلب الذي اتفق عليه الجميع كان ضرورة «العفو» عن المسجونين في قضايا رأي أو إساءة للرئيس طالما أن أيديهم لم تلوث بالدماء، وجيوبهم لم تدخلها أموال «الخيانة».
وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]