مطلوب قليل من التفكير «خارج الصندوق»، وسرعة في تنفيذ الأفكار، ودعم وتضامن وتفاهم كامل بين الحكومة والقطاع الخاص.. لتتمكن مصر من تحويل «المحنة» التي تتوقعها إلى «منحة» حقيقية فقط باستخدام ما حبانا به الله من نعم.
ولكن ما هي «المحنة» المتوقعة؟.. هي ببساطة خسائر «غير مسبوقة» لقطاع السياحة بسبب الحرب الدائرة بين أكبر بلدين يصدران السياحة إلى مصر روسيا وأوكرانيا، والتي أدى استمرار استعارها إلى توقع بتراجع «كارثي» لعدد السياح القادمين من البلدين.
فالسوق الأوكرانية كانت تحتل المركز الأول بين دول أوروبا الشرقية المصدرة للسائحين إلى مصر، وقبل تفشي جائحة كورونا تحديداً في الفترة من يوليو 2018 حتى يونيو 2019 بلغ عدد السائحين الأوكرانيين مليوناً و364 ألفاً و227 سائحاً.
أما روسيا فتشير دراسة لشركة أبحاث (AK&M) الروسية إلى أن عدد السائحين إلى مصر قد بلغ 700 ألف عام 2021، رغم أزمة «كورونا».
لذلك فإن توقف السياحة القادمة من هاتين الدولتين المتحاربتين هو «محنة» حقيقية للسياحة المصرية.
فإذا تركنا روسيا وأوكرانيا جانباً، ونظرنا إلى بقية دول أوروبا نجد أنها تنتظر «شتاءً» قارساً، وقد بدأت حكومات أوروبا في تحذير مواطنيها من ضرورة الاستعداد لمواجهة نقص غاز التدفئة، ووصل الأمر إلى التهديد بفرض عقوبات على من يرفع درجة التدفئة المنزلية لأكثر من 19 درجة مئوية!! بل ومناشدتهم بخفض عدد مرات الاستحمام!! أو الاكتفاء بمسح الجسد بمنشفة مبللة!! وبلغت المناشدات ببعض الدول أن تطلب من مواطنيها أن يبحثوا عن «بلد دافئ ورخيص يقضون فيه شهور الشتاء الطويلة»، والتي تمتد من أوائل أكتوبر وحتى نهاية مارس في بعض دول شمال أوروبا!!
وهنا بيت القصيد.. هل هناك بلد أجمل من مصر بشواطئها الدافئة التي تقارب 3000 كيلومتر (1150 كيلومتراً على البحر المتوسط و1850 على البحر الأحمر) دون حساب البحيرات الداخلية!، ويبلغ متوسط الحرارة فيها شتاءً حوالي 23 درجة مئوية، دون الحاجة إلى غاز تدفئة، بل شمس طبيعية ساطعة دافئة تشع حرارتها على أجمل شواطئ الدنيا في شرم الشيخ ورأس محمد ودهب والعين السخنة ورأس سدر ونويبع وطابا والغردقة ومرسى علم والأقصر وأسوان والفيوم وسيوة والوادي الجديد والواحات!
فماذا نحن فاعلون لتحويل المحنة إلى «منحة» إلهية؟
وكيف نشجع ملايين الأوروبيين على اختيار مصر المحروسة كملجأ شتوي دافئ يحتضنهم من برد أوروبا القارس؟
وفي المقال المقبل بعض الأفكار خارج الصندوق علنا نتحرك قبل فوات الأوان.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]