.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. فوجئت بصديق عزيز يرسل لي مقطع فيديو على الواتس آب، مع كلمتين: «ضروري تشوفه»، فتحت الرسالة لأجد كائنا بشريا يصدر صوتا حروفه بالكاد مفهومة بعد عناء يدعو فيه إلى حفل مجاني سيقيمه في الاسكندرية، ثم قسم آخر للفيديو يظهر فيه كائن بشري ثان يشبه الكائن الأول صوتا مع تركيبة عجيبة لمخارج الحروف، ينفي فيه اشتراكه في الحفل الذي دعا له الكائن الأول!!
اعتبرت ان «الفيديو» مزحة ثقيلة من صديق خانه الحكم على مدى ضيق وقتي، حتى دخلت مكتبي ليدخل خلفي مباشرة الزميل أحمد صبري المسئول عن «صفحة أنباء مصرية»، ليقول صائحا: هتتعامل إزاي مع حرب حمو بيكا ومجدي شطه؟
نظرت اليه مسبهلا، ويبدو أنه فوجئ برد فعلي المندهش، الذي فضحه سقوط شفتي السفلى تعجبا، وارتفاع حاجبي الأيسر استغرابا، مع ظهور رقم (111) جليا بين الحاجبين امتعاضا ليتراجع الزميل كمن استشعر حرجا من إحراجي بالحديث معي عما يفترض أن يكون معلوما بالضرورة وأنا به جاهل، ثم خرج وهو يعتذر مؤكدا أنه سيحضر لي كافة معلومات حرب شطه وحمو بيكا.. حالا!
أفقت من صدمة الحوار الذي تم من طرف واحد، وتذكرت ان هذه هي الاسماء الموجودة في مقطع الفيديو.. ظلمت صديقي الذي أرسله فهو لم يكن يمزح وكان يود ارسال رسالة فهمتها الآن، بعد أن أحضر زميلي أحمد صبري ملفا متضخما لأخبار معركة مجدي شطه مع حمو بيكا، وردود فعل زملائهما: حودة بندق، تيتو، شرغوش، زيزو نوبي... وكلهم أبناء «كار» واحد هو الغناء الشعبي، أو بالأدق طرب المهرجانات.
المفجع أن الفنان «المهرجاناوي» حمو بيكا حققت أغنيته الأخيرة «رب الكون ميزنا» أكثر من 9 ملايين مشاهدة على يوتيوب في أقل من شهر!! واضطرت الشرطة المصرية للتدخل لإلغاء حفلته قبل يومين بعد أن أغلق عشاق فنه ومستمعوه بعض شوارع منطقة العجمي بالإسكندرية!! واضطرت نقابة المهن الموسيقية لتحرير محضر ضده في قسم شرطة الدخيلة لاتهامه بالغناء بدون ترخيص و(وهو الاهم): تلويث الذوق العام!!
الأمر أصبح أكبر من حمو وشطه واورتيجا وتيتو، فقد تحول الى ظاهرة حقيقية تذكرني بمرحلة التردي الفني ما بعد نكسة 1967!..
ادرسوا الأمر وانقذوا مصر من حالة التردي التي نعيشها رحمكم الله.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]