بغض النظر عن سوء سمعة العذر «الأقبح» في مصر، والأشهر على ألسنة موظفي الدولة والبنوك والقطاعين العام والخاص «السيستيم داون» - والياء بعد التاء مقصودة!، أي أن نظام الكمبيوتر لا يعمل وبالتالي لن يتم إنجاز المعاملة، بغض النظر عن سوء سمعة العذر، فإن ما حدث من إيقاف لمنصة الامتحانات الخاصة بالصف الأول الثانوي يستحق وقفة.
أولا: تحولنا فجأة وكالمعتاد إلى 50 مليون خبير شبكات كمبيوتر، و40 مليون مستشار في تكنولوجيا المعلومات و10 ملايين متخصص في «أمن السايبر»، وامتلأ العالم الافتراضي على مواقع التواصل تويترها وانستجرامها وشقيقهما الأكبر فيسبوك بكلمات: براوزر، ويب باج، يو آر إل، دومان، بروكسي، فايروول، بلوجرز، أبلود، داون لود، هايبر لينك... وغيرها العشرات، ويبدو أن الأمر تحول إلى ظاهرة وبائية لا علاج لها سوى بالدعوة للمصريين بالهداية، والعودة إلى إعطاء الخبز لخبازه.
ثانيا: لا شك أن ما حدث أساء لنا جميعا، وكنا نتمنى أن تنجح التجربة من أول مرة، ويتم أبناؤنا امتحاناتهم عبر «التابلت» الشهير، لكنني مع الوقوف إلى جانب الوزير د.طارق شوقي ورجاله، والدعم الكامل لتجربته، حتى تنجح فليس هناك طريق آخر، ويستحيل أن نستمر فيما نحن عليه دون تطور، ويكفي ان الرجل يعترف بالخطأ تلو الخطأ ويعمل على علاجه.
ثالثا: لست ضمن الـ 10 ملايين خبير في أمن المعلومات، ولكن عندما يعلن الوزير أن 4.7 ملايين محاولة حدثت للدخول على موقع مطالعة الامتحان، رغم ان عدد الطلاب 650 ألفا فقط، فلابد أن نتوقف ونسأل ونفهم، ثم نأخذ استعداداتنا لما هو أسوأ من ذلك في المرات القادمة حتى تستقيم الأمور.
رابعا: الوزير أكد أنه تم عمل امتحان «ورقي» في يناير لاختبار نظام منع تسرب الامتحانات، وامتحان تجريبي آخر في 24 مارس لاختبار النظام الإلكتروني وتجربة الأسئلة مع الطلاب، وكيفية التعامل مع «التابلت» لنكتشف المشاكل ونحلها، وطبعا ليس هناك «نِمر» (درجات) على الامتحان، فلماذا كل هذه الضجة؟
المهم.. أن نترك الوزير ورجاله يعملون، ونتحمل التجارب حتى تنصلح الأحوال، ونخرج من غياهب نظام التعليم القديم الذي يعتمد على «الحفظ» إلى عالم التعليم الإلكتروني التفاعلي، ولا ننسى أن صفحة جديدة من تاريخ التعليم في مصر تستحق العناء والصبر.. والمثابرة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]