المصري في الغربة أكثر حساسية لمفهوم المواطنة، وأكثر شعورا بالخوف على بلده، فضلا عن امتلاكه لشعور بالحنين إلى مصر، والمصري في الخارج سواء كان عاملا لسنوات مؤقتة أو مهاجرا هجرة نهائية يظل معتزا بمصريته مؤكدا أنها الجنسية الأعز مهما حصل على جوازات سفر لدول اخرى، وهذا يفسر ما شهدناه من مظاهر الفرح والبهجة والتفاعل مع الأغاني الوطنية بحماسة ملحوظة أمام مقار ولجان التصويت للاستفتاء على التعديلات الدستورية للمصريين في الخارج.
أما الظاهرة اللافتة للنظر والتي لم نكن نعرفها من قبل فكانت هذه التعليقات المسيئة التي استخدمها كثير من معارضي التعديلات الدستورية في ظاهرة أقرب إلى محاولات الاغتيال المعنوي لفرحة المؤيدين، رغم أن الأمر كان يمكن اختزاله بشكل حضاري ومحترم في المشاركة وقول كلمة (لا) أو الامتناع عن المشاركة أصلا مما يحقق الهدف السياسي لإضعاف نسب المشاركة وإيصال رسالة واضحة تعبر عن وجهة النظر بالرفض.
وما شاهدناه من سيل البذاءات على بعض المواقع واستخدام ألفاظ يعف أغلب المصريين عن استخدامها في حياتهم اليومية أو السماح لأهلهم بسماعها، فذلك أمر جد مسيء.. والإساءة الأكبر تقع على من يستخدمها فهو يسيء إلى شخصه قبل أن يسيء إلى التيار السياسي الذي يمثله، بل وأيضا إلى دينه أيا كان هذا الدين، وهو يخالف تعليمات كل الأديان السماوية وأحاديث وسنن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء».
الاختلاف السياسي يا سادة يا كرام أمر طبيعي ومشروع وله أدواته التي يعبر من خلالها عن الآراء السياسية، وليس من بينها مثل هذا السلوك أبدا، وأدب الخلاف السياسي يجب أن نعتاد على استخدامه بدلا من الفحش والبذاءة المسيئة.
أعود وأكرر ان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يتم وفقا لقوانين وضوابط تنهي حالة الفوضى الضاربة بأطنابها على شاشات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والتي بدأت تؤثر في أخلاقيات وسلوكيات شعب يمتلك حضارة سبعة آلاف سنة، ودساتير قارب عمر أقدمها على المائة عام.
كلمة أخيرة في أذن أصحاب التيارات السياسية المعارضة، ما يحدث من محاولات الاغتيال المعنوي للمؤيدين عبر استخدام الكلمات السوقية والبذاءات للتعبير عن وجهة النظر الرافضة للنظام الحالي، أو استخدام الكلمات الخادشة للحياء للتعبير عن الرأي السياسي لن يعود إلا بالسلب على وجهة نظر المواطن المصري تجاه تلك الأحزاب، ما يفقدها مصداقيتها وقبولها في الشارع المصري ويصم أعضاء تلك الأحزاب بصفات هي أبعد ما تكون عن المعارضة السياسية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]