سألني قريب غاضب: حضرتك فعلاً مقتنع بالتعديلات على الدستور؟.. وأجبته بهدوء: انني كتبت مقالاً بعنوان «دستور.. يا عالم» بتاريخ
5 فبراير الماضي أوضحت فيه وجهة نظري، وتوقعت رغم كل شيء أن يتم تمرير التعديلات من مجلس النواب، وبالتأكيد سيوافق عليها الشعب في الاستفتاء، فالتاريخ المصري لم يذكر استفتاء بـ«نعم» و«لا».. قال فيه الشعب «لا»!!
انتهى الاستفتاء للمصريين في الخارج، وستغلق أبواب اللجان داخل مصر، وستعلن النتائج بـ «نعم» كبيرة، وسينشغل مقاتلو الإنترنت، ونشطاء الفيس بوك ومحاربو «تويتر»، وسياسيو «الكيبورد» في «هري» لا ينتهي فيما «اهترئ» فعلاً، وانتهى واقعاً، وقضي أمره كلياً، .. سيطعن هذا على «دستورية» التعديلات، وسيقاضي ذاك الحكومة لإلغاء الاستفتاء، وسيطالب هؤلاء بعدم اعتماد نتائج التصويت.. وفي النهاية، وبعد حين.. سيهدأ «الهري» ويتعب «الهارون».. ويخرج «المهترئ» من النار.. جديداً قوياً كطائر الفينيق!!
وعلى هامش «الاستفتاء» هناك موضوعان لافتان:
٭ توزيع «كرتونة» المواد الغذائية أثناء الاستفتاء.
٭ الرقص أمام اللجان.
فيما يتعلق بمسألة توزيع «شنط» أو «كراتين» المواد الغذائية على المستحقين من المصريين قبل أيام من مجيء شهر رمضان الكريم فذاك أمر محمود، لا غبار عليه، لكن في علم السياسة يا سادة هناك أمور تستدعي الفطنة والكياسة والخبرة والذوق العام، وكان ينبغي على الجهة التي قرر «جهابذتها» توزيع المواد الغذائية على المواطنين تزامناً مع مطالبتهم بقول «نعم» في الاستفتاء أن يستدعوا قليلا من الكياسة وبعض الفطنة وقدرا من الذكاء قبل أن يعطوا المعارضين سكيناً حاداً للتقطيع في الحكومة، والتذكير بواقعة إخوان الشياطين مع كراتين الزيت والسكر!!
الأمر الثاني، وهو الرقص أمام اللجان، فهي ظاهرة تطورت بتطور واقعنا السياسي والاجتماعي المؤلم بدءاً بالأربعينيات والخمسينيات وبداية الستينيات عندما كان الرجال يتراقصون فوق الأحصنة، ويتمايلون «برجولة» وفروسية على صهوات الخيل، و«يتحاطبون».. في لعبة التحطيب الخشنة، أمام المقار الانتخابية لإظهار الرجولة و«الفتونة»، ثم بدأ الميل لتمايل الرجال بعد نكسة 67 وحقبتي السبعينيات والثمانينيات برقصات الراحل رشدي أباظة، حتى دخلنا التسعينيات والعقد الأول من الألفية في زمن «مبارك» مع رقصات محمد رمضان وأشباهه.. حتى وصلنا إلى ما نحن فيه، وكان يمكن اعتبار الأمر تعبيراً مصرياً عن السعادة لولا إصرار الرجال من أصحاب الكروش العظيمة.. والنساء من فئة «أنثى سيد بيه قشطة» على المشاركة!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]