الحمد لله أخيراً كشّر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن أنيابه، ووجّه عدة رسائل استباقية قبل «مولد» البث العشوائي الذي يصاحب عادة شهر رمضان الفضيل، ويقدم محتوى لا علاقة له برمضان ولا بالفضيلة!!
المجلس الموقر «انتفض» وبدأ بتحذير من لجنة الدراما بالمجلس موجّه إلى صناع «الدراما» يطالبهم فيه بضرورة الالتزام بالمعايير المقترحة من قبل اللجنة، والتي تشدد على عدم اللجوء للألفاظ والحوارات «السوقية» التي تشوّه ميراثنا الأخلاقي والقيمي والسلوكي. والتوقف عن تمجيد الجريمة باصطناع أبطال «وهميين» يجسّدون أسوأ ما في الظواهر الاجتماعية السلبية والتوقف عن تجاهل و«دهس» القانون بالإيحاء لإمكانية تحقيق العدالة باستخدام العنف.
.. وطالبت اللجنة صُنّاع الدراما بمنح الأولوية للموضوعات التي تدعم الانتماء الوطني وتدفع بالطاقة الإيجابية في نفوس المصريين، وإفساح المجال للدراما التاريخية والسّير الشعبية بهدف تعميق مشاعر الانتماء وتنمية الوعي القومي.
وشكلت اللجنة التابعة للمجلس الموقر «لجنة مصغرة» خصيصاً لمراقبة ورصد ومتابعة «برامج المقالب» المقرر عرضها (كالعادة) في الشهر الفضيل حتى لا يحدث فيها أي تجاوز او مخالفة.
وضمن «انتفاضة» المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تم توجيه عدة خطابات للعديد من القنوات التلفزيونية وشركات البث الفضائي يطالبهم فيها بالالتزام بالبث من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي بسبب ما لاحظه المجلس من قيام شركات ببث محتويات مخالفة للقوانين من خارج المدينة، تضم إعلانات عن السحر والشعوذة والترويج لمنتجات غير مرخصة.
واختتم المجلس «انتفاضته الرمضانية» بالإعلان عن عقوبات صارمة تنتظر أصحاب «الإعلانات» التي تخالف القيم المصرية وروحانيات شهر رمضان الكريم أو تتضمن مشاهد خادشة للحياء.
.. انتهت التحذيرات «الرمضانية» التي اطلقها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والتي أدعو الله أن تؤدي لاختفاء جزء من «الغثاء» الدرامي والبرامجي الذي يتحفنا به منتجون فاقوا تجار وموزعي «الكيف» أثراً في عقول ونفوس أهلنا، كما أتمنى أن تستمر انتفاضة المجلس وتتجاوز الشهر الفضيل لتتحول إلى استراتيجية طوال العام، تعيد للإعلام المصري مكانته.. وتستعيد لشاشات المحروسة هيبتها، وترجع لقوتنا الناعمة مجدها الغابر!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]