بدأت الألغاز والأحاجي المحيطة بالإعلان الغريب لمملكة الغموض التي تحمل اسم «مملكة الجبل الأصفر» تتضح وتتفكك واحدا بعد واحد، ومع ذلك تبقى عشرات الأسئلة تنتظر إجابات رسمية حول قصة إعلان الدولة العربية ـ الإسلامية الجديدة على الحدود الجنوبية بين مصر والسودان.
بالأمس نشرت مقالي بعنوان «مملكة الجبل الأصفر؟!» وانتظرت أي ردود فعل رسمية حول الأمر، لم أحظ سوى بتقرير لـ «BBC» حول الموضوع يوضح بعض جوانبه، يقول التقرير إن المسألة تعود إلى 18 يوليو الماضي عندما تم تدشين صفحة على الفيسبوك وأخرى على تويتر يتابعهما بضعة آلاف باسم المملكة، وأوضح فيديو تعريفي أن المملكة المزعومة تقع في منطقة تسمى «بئر الطويل» تعرف أيضاً بمثلث «بارتازوجا» بين جنوب مصر وشمال السودان، وترفض الدولتان الاعتراف بأن المنطقة ضمن حدودهما لما لذلك من تأثير على تبعية منطقة حلايب وشلاتين، فبحسب اتفاقية 1899 الموقعة بين مصر وبريطانيا تصبح حلايب وشلاتين مصرية، و«بئر الطويل» سودانية، بينما تنادي السودان بالعكس ووضع «بئر الطويل» داخل الحدود المصرية، الأمر الذي يجعل منطقة «بئر الطويل» تقع (نظرياً) حسب القانون الدولي ضمن الأقاليم بلا صاحب.
والعجيب ـ حسب تقرير BBC ـ أن هذه هي المرة الثالثة التي يعلن فيها «شخص» ملكيته للأرض ويتوّج نفسه ملكاً عليها!!.. المرة الأولى كانت في القرن الماضي عندما نصّب مغامر هندي يدعى سوياش ديكسيت نفسه حاكماً عليها، والمرة الثانية كانت قبل 5 سنوات في عام 2014 عندما سعى مواطن أمريكي يدعى جيرمي هيتون إلى تحقيق حلم ابنته الصغيرة في أن تصبح أميرة فأعلن نفسه ملكاً على ذات المنطقة، غير أنه لم ينجح في الحصول على الاعتراف الدولي.
وهذا يذهب بنا إلى أركان الدولة كما عرفها القانون الدولي في أربعة أركان: أرض أو إقليم ـ شعب يسكن الإقليم ـ حكومة ذات سيادة ـ اعتراف دولي لاحق.
ونفس هذا القانون لا يعاقب أي فرد يعلن إقامة دولة طالما توافرت له الشروط الأربعة، وهنا بيت القصيد فيبدو أن الجهة أو الجهات التي تقف وراء «مملكة الجبل الأصفر» قد حصلت على تمويل كاف، وتسهيلات تسمح لأفراد بالوصول إلى هذه المنطقة الداخلية، ووعود بالحصول على اعتراف دولي لتكتمل أركان الدولة.
وهنا لا بد من معرفة موقف القاهرة والخرطوم من الأمر الذي «يستحيل» ـ في رأيي ـ أن تكونا على جهل به؟!
وتظل الأسئلة المعلّقة:
من وراء المملكة الغامضة؟
ما أثرها على الأمن القومي المصري والعربي؟
ما الأهداف الحقيقية لإقامتها؟
وأخيراً، هل لزيارة وزير الخارجية سامح شكري المفاجئة أمس إلى الخرطوم علاقة بالدولة المزعومة؟
.. وحتى تظهر الصورة كاملة ويتكرم مسؤول بالتوضيح..
حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]