دعونا نبدأ من مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسي: «... أقسم بالله ابنكم شريف وأمين ومخلص والجيش مؤسسة وطنية».
أعتقد اعتقادا قويا في حقيقة أن الرئيس: شريف وأمين ومخلص، وأزعم أن نفس هذه الصفات كان يحملها جدي وأبي وأعمامي وكثير من الضباط وأساتذة الجامعة والمهندسين وأصحاب المهن الذين أعرفهم عن كثب إضافة إلى بضعة ملايين من المصريين وذلك لا يجعلني أعتقد أن كلا منهم يصلح لمنصب رئيس الجمهورية!.
وبالتأكيد هناك صفات أخرى يجب أن تتوافر في من يشغل منصب الرئيس، وقبل أن يذهب خيالكم بعيدا فإنني أرى أن كثيرا من هذه الصفات تتوافر في الرئيس الحالي، الذي لا أنسى أبدا أنه حمل رأسه على كفيه وخاطر بحياته وحياة عائلته وأنقذ «مصر» من براثن الإخوان، وهذه الشجاعة والتضحية والوطنية تكفي لأن أضع ثقتي في شخصه، مع علمي بأنه لم يكن يسعى للمنصب، وأيضاً لم يكن يعمل على تأهيل نفسه «سياسيا» لكرسي الرئاسة، فلم يمارس السياسة (قاتلها الله)، ولم يعرف «التحزب»، ولم يك يوما نائبا للرئيس أو زعيما للأغلبية أو حتى المعارضة!
أما كون «الجيش المصري مؤسسة وطنية» فمن المسلمات التي لا يجوز الجدل حولها، ومع ذلك ألا تعتقدون باحتمال ـ ولو ضئيلا ـ أن دخول هذه المؤسسة الوطنية في مشروعات بقيمة 175 مليار جنيه «للطرق فقط»، وخلال «كام سنة» عمل مشروعات بـ 4 آلاف مليار جنيه!! ألا يمكن أن يفتح ذلك الباب لقليل من الهواء الفاسد؟.. الأمر الذي يستدعي تكثيف المراجعات.
لا أتهم أحداً.. أبداً.. ولكن اعتقد أن الأمر به «بعض» المنطق.
نأتي إلى حقيقة وجود احتقان شعبي لا ينبغي تجاهله، بل يجب سبر غوره وتشخيصه ثم معالجته، أقول ذلك وأنا أعلم وأقدر اهتمام الرئيس والحكومة بالفئات «الأشد فقراً» والتركيز على رعايتها صحيا وسكنياً واجتماعياً، وخير شاهد على ذلك المخطط «الجبار» للقضاء على العشوائيات، ومشروع «الاسمرات»، وتوفير حياة «آدمية» ومعيشة إنسانية لهذه الفئة «المطحونة» والمظلومة والقابلة للانفجار في أي لحظة، وهذا الاهتمام هو محل احترام وتقدير، ونتائجه ملحوظة وظاهرة لا ينكرها إلا أعمى أو مغرض، ولكن وللأسف بين السعي لإنقاذ المصريين «الأكثر فقراً» والإسراع في خطوات بناء «الدولة الحديثة» التي (سيتفرج عليها العالم) نسينا أو تناسينا أن هناك طبقة وسطى يفترض أن تكون عمود خيمة المجتمع ودعامة استقراره، هذه الطبقة تم سحقها و«إفقارها» وتحويلها من خانة «المستورين» إلى مربع المعوزين..
ولكن كيف كان ذلك؟.. وما الحل؟
.. غدا للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]