.. وصلنا في مقال الأمس إلى دور الإعلام المصري الوطني الذي أعتقد جازما أنه «ليس بخير أبداً» واسمحوا لي قبل «جلد الذات» وطرح الحلول أن أحكي لكم الواقعة القصيرة التالية:
في مرور خاطف على المحروسة أثناء عودتي من كندا إلى الكويت، شعرنا ـ أنا وزوجتي ـ بحنين جارف إلى معشوقتنا «مرسى مطروح» صاحبة أجمل شواطئ العالم، فاستأجرت سيارة (نعم، فأنا لا أملك سيارة في القاهرة ولا شاليهاً على أي من شواطئ مصر!!) وقررت القيادة إلى «مطروح»، مستعيداً ذكريات الزمن الجميل..
انطلقت من أمام منزلنا في أرض الجولف بمصر الجديدة، ثم كوبري الفنجري، فكوبري روض الفرج، إلى طريق الضبعة ـ العلمين حتى الساحل الشمالي ثم يسارا إلى مرسى مطروح، ولم نصدق أننا قطعنا المسافة في أقل من 5 ساعات، وصدّق أو لا تصدق دون الوقوف في إشارة مرور واحدة!!
نعم، من قلب القاهرة حتى مرسى مطروح دون إشارة مرور واحدة، وعبر جسر روض الفرج الذي يجب أن يكون مفخرة، ولا يقل عنه جمالا ذلك الطريق الحريري (الضبعة)، الذي شهدنا أثناء مرورنا عليه معجزة أخرى يصنعها جيش مصر العظيم في قلب الصحراء الغربية، وهي إنشاء عدة طرق ضخمة، عرضية على الطريق الرئيسي يحمل كل منها اسم دولة عربية: السعودية ـ الكويت ـ الإمارات ـ الجزائر ـ المغرب ـ السودان.. وهكذا، وحول بدايات هذه الطرق زراعات حديثة شاسعة ضمن مشروع عملاق يسمى (مستقبل مصر) يبدو أنها ستكون نواة لمجتمعات عمرانية جديدة، هل هو تنفيذ «صامت» لفكرة عالم «ناسا» العبقري د.فاروق الباز، المعروفة بـ «محور التنمية»؟ والقائمة على إقامة طريق دولي رأسي في قلب الصحراء الغربية يصل أسوان بالبحر المتوسط، وإنشاء 12 طريقا عرضيا تتقاطع مع الطريق الرئيسي، وعلى جانبي هذه الطرق تقام مجتمعات صناعية وزراعية جديدة، هي حقا مستقبل مصر؟!.. أعتقد ذلك، ولكن أين إعلامنا في كل هذا؟ وهنا السؤال: هل نجح الإعلام الحالي بفضائياته وصحفه ومطبوعاته ومواقعه الإلكترونية في الدفاع عن ثورتي يناير ويونيو؟
بل هل استطاع نقل إنجازات السنوات الخمس الماضية ـ وهي تقترب من الإعجاز في رأيي ـ إلى المواطن المصري العادي؟
والأسوأ.. هل تمكن من الدفاع عن النظام، وتوضيح التحديات ـ غير المسبوقة ـ التي يواجهها، وإقناع الشعب بضرورة التحمل والاصطفاف خلف قيادته «الشريفة المخلصة الأمينة» لتجاوز المرحلة الفارقة؟
.. والأدهى والأكثر مرارة، هل نجح هذا الإعلام في التصدي للسهام المسمومة التي تطلقها قنوات الإفك والشر نحو صدر مصر من الخارج؟
.. والأنكى والأشد، هل صمد أمام بضعة «هواة» أمامهم كاميرات هواتفهم.. يبثون الأكاذيب والشائعات في وجوه المصريين معتمدين مقولة جدتي: «الزن ع الودان أشد من السحر؟».
وغداً للحديث بقية إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]