ونعود.. أول غيث الاستجابة لمسببات «الاحتقان».. إعادة مليون وثمانمائة ألف مواطن للبطاقات التموينية بعد «حذفهم»،.. يعقب ذلك خفض أسعار البنزين وبقية المحروقات، وبحث رفع حد الإعفاء على ضريبة الدخل، و«شائعات» قوية عن إصدار تعليمات «عليا» لوزيرة التضامن الاجتماعي بسحب استشكال الوزارة ضد حكم المحكمة الإدارية العليا بأحقية أصحاب المعاشات في صرف 80% من العلاوات الخمس، وتأكيد من وزير المالية د.محمد معيط أن الرئيس السيسي أعطى الحكومة مهلة شهر واحد للانتهاء من التصور النهائي لزيادة المرتبات وتحسين الأحوال الاجتماعية، كي يتم اعتماد الزيادة في موازنة السنة المالية الجديدة والبدء في تنفيذها من يوليو المقبل 2020، وتأجيل تطبيق زيادة أسعار الكهرباء لمدة عام على الأقل، والتأكيد على الانتباه للفواتير المصدرة لتكون بلا أخطاء تؤدي للاحتقان..
والأهم التركيز مجدداً على تطوير التعليم والخدمات الصحية.
بالطبع، لا أزعم أن الحكومة «قرأت» مقالاتي السابقة وسارعت إلى الاستجابة فائقة السرعة لما جاء فيها!!
ولكن على الأقل، فإن أوجاع الناس وهمومهم قد وصلت إلى صاحب القرار، واستجاب.. وبسرعة فائقة.
فإذا أضفنا إلى ما سبق تصريح رئيس البرلمان د.علي عبدالعال بأن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات سياسية وحزبية وإعلامية، تكون الرسائل والإشارات قد وصلت كاملة الى المسئولين، وكذلك يكون صانع القرار قد أعطى التوجيهات بالاستجابة للمطالب الشعبية، دون أن «ينسف» مخططات الإصلاح الاقتصادي.
كان من الضروري الإشارة إلى كل ما سبق قبل استكمال الحديث عما يحدث على الساحة الإعلامية حتى لا نبدو كمن يغرد في وادٍ.. والأحداث تصدح في وادٍ آخر.
وعودة إلى «الساحة الإعلامية»، بما عليها.. وما عليها!! هل مازال هناك متشكك في أننا نعيش فعليا زمن «الجيل الرابع» من الحروب، الذي يعتمد على سلاح الإعلام وأدواته في هزيمة العدو، وهدم قواعده في الداخل، وإحداث التغيير المطلوب دون أن يتكبد العدو عناء إطلاق رصاصة واحدة؟
هل استعدت مصر خلال السنوات الماضية لهذه الحرب بفرق الفضائيات وكتائب التواصل الاجتماعي وفيالق قنوات المشاهدة الإلكترونية ولواءات صد الحروب الدعائية والنفسية؟
أعتقد أننا لا نزال نسير «ببركة دعا الوالدين»، وأن «ستر ربنا» هو ما جعل قوى الشر تراهن على شخص مثل هذا المقاول الكومبارس ليحرك الجماهير، فإذا به يحرك الأجهزة للاستجابة لطلبات الجماهير!!
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية..
حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]