أيام معدودات ويغادرنا عام 2019 بكل ما له وما عليه.. وبكل من فقدناهم او استفقدناهم فيه، سيرحل عام كامل بأتراحه وأحزانه.. وهمومه، وإنجازاته وإخفاقاته.. وحلوه ومرّه.
على المستوى الشخصي قسا عام 2019 على مشاعري بكثرة من فجعت بفقدهم ولكنها سنة الحياة، لا نقول إلا الحمد لله، له ما أعطى وما أخذ ولا يدوم إلا وجهه الكريم.
أما مصر فقد تواصلت التحديات التي تجابهها على كل المستويات الداخلية والخارجية، وواصلت المحروسة مسيرة الصمود ومواجهة الصعاب.
يتركنا عام 2019 وطبقة محدودي الدخل لا تزال تعاني رغم الانخفاض الملحوظ لأسعار بعض السلع الأساسية، وجاء ذلك كإقرار للأمر الواقع على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقائه مع الإعلاميين يوم الأربعاء الماضي بمدينة الفيوم.
وبانتظار أن تضمن وزارة المالية الميزانية المقبلة إجراءات تحسّن ولو قليلاً من المستوى المعيشي لمحدودي الدخل.
الحمد لله كان الاقتصاد المصري على موعد مع التحسّن عام 2019، فرغم تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي عالميا، تمكنت مصر من الحفاظ على موقعها كأكثر مستقبل للاستثمار الأجنبي في أفريقيا، ونجحت مصر في جذب أنظار رموز العالم الاقتصادية ووكالات الاقتصاد المتخصصة، فحصدت إشادات صندوق النقد، والبنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ووكالة بلومبيرج، وبنك مورجان ستانلي، وبنك ستاندرد تشارترد، ومؤسسة هارفارد للتنمية الدولية، وغيرها من المؤسسات المالية المحترمة.
وبعد تعويم «مؤلم» للجنيه المصري بدأت الدولة في جني الثمار بارتفاع الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي لأكثر من 45 مليار دولار، ونجح الجنيه المصري في الارتفاع امام العملة الأمريكية كاسراً حاجز 16 جنيهاً للدولار هبوطا، ومحتلاً المركز الأول كأقوى عملة في الاسواق الناشئة أمام الدولار، وثاني أفضل عملة أداءً على مستوى كل عملات العالم، وبنسبة تحسن 10.3%.
وعلى الصعيد الاقتصادي أيضاً تمكنت مصر من إنجاز معدل نمو تجاوز 5.6% لتدخل ضمن الدول العشر الأوائل في معدلات التنمية، وتراجع مؤشر البطالة إلى قرابة 8% بدلاً من 13% قبل 5 سنوات، أما عن البنية التحتية فكانت «المفتاح السحري» لتحفيز الاقتصاد من خلال شبكة الطرق المذهلة التي تم الانتهاء منها لتبلغ قيمة المشروعات قيد التنفيذ 96 مليار دولار من إجمالي 240 ملياراً اذا أضفنا المشروعات في مرحلة ما قبل التنفيذ.
ويبقى السؤال: متى سيشعر المواطن محدود الدخل ومتوسط الدخل بهذه الإنجازات؟
ولهذا الحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]