فقدت الأمتان العربية والإسلامية رجلاً من خيرة رجالاتها هو السلطان قابوس بن سعيد الذي أُعلن عن وفاته في ساعة مبكرة من فجر أمس.
وكان ـ رحمه الله ـ صادقاً مع ذاته وشعبه، قائداً عظيماً نجح في بناء دولة حديثة، ووسط كل العواصف الإقليمية التي ضربت المنطقة كان لسلطنة عمان الشقيقة في عهد الراحل العظيم مواقف مشرفة تجاه مصر، اتسمت بالحكمة والقوة وعدم الخضوع لضغوط الدول والمؤسسات، أو السير مع المزايدات في أوقات مقاطعة العرب للقاهرة.
تميّز السلطان الراحل ـ رحمه الله ـ باستقلالية الموقف، ونفاذ البصيرة والحنكة عند اتخاذ القرار دون تأثر بما يفعله الآخرون تجاه مصر، ومن ينسى موقف السلطان قابوس بن سعيد في دعمه المتميز لمصر في حرب أكتوبر 1973، بالإضافة الى المال والعتاد، كان الزعيم العربي الوحيد الذي أصدر مرسوماً تاريخياً أثناء الحرب يأمر بالتبرع بربع رواتب موظفي الدولة لدعم مصر في حربها، إضافة الى إرسال بعثتين طبيتين عمانيتين إلى مصر.
هذا هو «الحكيم» الراحل وهذه بعض من مواقفه مع مصر، وكان ـ رحمه الله ـ نموذجاً لاستقلالية القرار والشجاعة في اتخاذه فعندما وقّع الرئيس الراحل محمد أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979، سارع العرب الى عقد قمة جرى فيها نقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى الشقيقة تونس، وتعليق عضوية مصر و«مقاطعتها»، إلا ان السلطان الشجاع رفض ذلك وأصر على استمرار العلاقات مع مصر، رغم الضغوط الشديدة التي مارسها عليه المقاطعون بقيادة صدام حسين.
وقال ـ رحمه الله ـ في كلمته في العيد الوطني للسلطنة: «لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان العربي، ومصر لم تتوان يوما عن التضحية من أجله، ولا عن الدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وانها لجديرة بكل تقدير»..
رحم الله سلطان نهضة عمان الحديثة، رجل المروءة والتسامح والحكمة السلطان قابوس بن سعيد، ودعواتنا بالتوفيق والسداد للسلطان هيثم بن طارق ليكون خير خلف لخير سلف..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]