الشيخ خالد الخراز
قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (النحل: 97).
إن كل نفس تطلب ما ينفعها وتسعى إليه، وتبتعد عما يضرها، وتجتهد في دفعه عنها، وكل من النفع والضرر له طريق يؤدي إليه، وذلك يحتاج إلى علم بالنافع والطريق إليه، وكذلك بالنسبة للضار والطريق إليه، وعدم امتلاك هذا العلم يوقع الانسان في الهلاك نتيجة جهله، فبدلا من أن ينتفع بما يسعى يقع فيما يضره؛ لأنه اخطأ الطريق.
ويحول بينه وبين معرفة ما فيه الخير للإنسان ما يكون في قلبه من حب للشهوات، ويبتعد ذلك من قلبه في حال محبة الله والخوف منه، فإذا تمكن حب الله من القلب فإنه يختار الحب الأقوى والأبقى على حب فانٍ، ولا يكون ذلك إلا من العقلاء المؤمنين، الذين يدركون أن ما عند الله خير وأبقى، وقد عرفوا ذلك من خلال اتباعهم للرسول صلى الله عليه وسلم ودخولهم في دينه العظيم.
ولا لذة تامة ولا فرح دائما إلا في معرفة الله وتوحيده، والسعي إلى ما عنده من نعيم مقيم، فعنده وبه تطمئن القلوب.
فعلينا أن نعلم حق العلم ما ينفعنا وما يضرنا، وكذلك الطريق الموصلة الى كل منهما، وبذلك النجاة من الوقوع في الغلط الذي يؤدي إلى ترك الطيب الغالي للدنيء الرخيص.