الاشتراطات الصحية لم تعد مثلما ما كانت عليه منذ تطبيقها في جائحة كورونا، ويعود ذلك إلى ضعف الجانب الرقابي من قبل بعض الجهات الرقابية المسؤولة عن تطبيق تلك الاشتراطات.
هناك عدد من الرسائل أبعثها إلى المسؤولين في وزارة الأوقاف والبلدية وإلى السلطات الصحية المسؤولة عن تطبيق الاشتراطات الصحية في الدولة.
بداية، سأتطرق إلى وزارة الأوقاف، وخصوصا قطاع المساجد منذ أن سمحت السلطات الصحية بإعادة فتح دور العبادة والسماح للمصلين بأداء الصلاة في المساجد، فقد وضعت شروطا تلزم بها وزارة الأوقاف والمصلين منها وضع علامات خاصة بالتباعد بين المصلين وقت الصلاة وإحضار سجادة خاصة لكل مصلّ، إضافة إلى الالتزام بالوقاية الشخصية من توافر معقمات ومناديل وقت الدخول والخروج من المساجد، إلا أن تلك الإجراءات كانت فقط في الأسبوع الأول من التطبيق، وسرعان ما اختفت، وأصبحت شبه مفقودة في بعض المساجد، حيث لا علامات تباعد ولا معقمات، ولا وجود لمن يأخذ قياس الحرارة قبل دخول المسجد أو التأكد من ارتداء المصلين للكمامات.
لكن في المقابل رغم عدم توافر ذلك نجد أن غالبية المصلين ملتزمون بتلك الإجراءات والاشتراطات ذاتيا من تلقاء أنفسهم دون وجود من يلزمهم بذلك، ومع هذا يجب على وزارة الأوقاف الحرص على حث المسؤولين في مختلف المناطق بتطبيق الاشتراطات الصحية بحذافيرها دون تراخ، والإسراع بوضع العلامات الخاصة بالتباعد والتأكد من وجودها في جميع المساجد، وتفريغ أحد العاملين في المساجد للتأكد من تطبيق الاشتراطات ومنع كل من لا يلتزم بذلك من الدخول حرصا على سلامة الجميع.
ومنا إلى المسؤولين، انزلوا إلى أرض الميدان وشاهدوا بأنفسكم مدى التزام الجميع بالاشتراطات الصحية التي تم التوصية بها وحاسبوا من تقاعس في تطبيقها.
هناك رسالة أخرى نبعثها إلى البلدية وإلى السلطات الصحية بخصوص المقابر، يجب أن يتم إيجاد آلية عمل واضحة في المقابر حاليا تفتح المساجد في المقابر لصلاة الفروض، ويتم إغلاقها بوجه المعزين لأداء صلاة الجنازة داخل المقبرة بحجة العدوى والتجمعات، الاشتراطات نجدها غائبة داخل أسوار المقبرة، حيث ان التقارب الجسدي يسيطر على الموقف مما سيؤدي إلى سهولة انتقال الفيروس، وذلك لعدم وجود آلية لفحص الناس قبل دخولهم المقابر للتأكد من سلامتهم، وكذلك عدم اتباع التباعد.
يجب على السلطات الصحية السماح بصلاة الجنازة في المساجد من خلال تطبيق التباعد الاجتماعي بدلا من وضعها الحالي الذي قد يكون سببا في نقل العدوى، كذلك يجب فتح صالة المعزين وسط آلية معينة تتمثل في الدخول على شكل مجموعات لأداء واجب العزاء مع التزامهم بتطبيق التباعد الجسدي وارتداء الكمامات أو أي طريقة أخرى بدلا من الوضع الحالي.
نتمنى من المسؤولين إفادتنا عن الأسباب وراء منع صلاة الجنازة في المساجد وإغلاق صالة المعزين، والسماح لهم بتقبل التعازي بجانب القبور، ومنا إلى مجلس الوزراء اسمحوا بصلاة الجنازة في مساجد المقابر، وافتحوا صالات المعزين وفق شروط يلتزم بها الجميع للتسهيل على الناس.
[email protected]