مازالت حالات الإصابة بفيروس كورونا في تزايد مستمر رغم تشديد الإجراءات وإغلاق المنافذ وتطبيق الاشتراطات والتطعيم، إلا أن هناك قفزة كبيرة في نسبة إشغال الأسرة بالعناية المركزة، والتي وصلت إلى أكثر من 280 حالة، إضافة إلى ارتفاع عدد الوفيات التي لم نشهد لها مثيلا منذ بداية الجائحة.
زيادة الحالات حتى الآن لا نعرف أسبابها، حيث لم ينفع في تخفيضها لا الحجر ولا التطعيم، ما يؤكد ذلك وجود خلل ما ساهم في تلك الزيادة، وارتفاع عدد الإصابات أصبح أمرا مقلقا للجميع ومرهقا للكوادر الطبية والتمريضية التي تبذل قصارى جهدها في توفير الرعاية الطبية للمصابين سواء في مستشفى جابر أو المستشفيات الأخرى.
طالبنا قبل فترة من السلطات الصحية عندما فقزت الإصابات بتوضيح أعداد الإصابة بشكل تفصيلي من حيث الجنسية ومحل الإقامة ومكان الإصابة ونسبها في المناطق ومدى تأثير اللقاح في خفض نسب الإصابة بعد أن وصل إجمالي عدد جرعات التطعيم إلى أكثر من 3 ملايين جرعة، وقد تجاوبت السلطات الصحية مع تلك المطالب، وبدأت تعلن منذ أيام الإحصائية بشكلها الجديد التي اشتملت على أعداد الإصابات ونسبها في كل محافظة، وعدد حالات العناية المركزة والوفيات مع تصنيف حالة الوفاة بين مطعم بجرعة وجرعتين وغير مطعم وهذا العمل يسجل لوزارة الصحة، مطلوب كذلك توضيح جنسية المصابين وعدد الإصابات بالمتحور «دلتا» إن وجدت إضافة إلى ذكر المناطق الأكثر خطورة بالإصابة، يجب على السلطات الصحية إضافة جميع ما سبق في الإحصائية اليومية مع ذكر عدد المطعمين سواء بجرعة وجرعتين حتى يطمئن الجميع بأن ما نشاهده من إصابات ووفيات أمر يدعو للخوف والقلق.
السلطات الصحية مطلوب منها كذلك إعادة عقد مؤتمر الصحافي بواقع 3 أيام في الأسبوع مواكبة مع الظروف الصحية الراهنة، وتوضيح آخر التطورات بالشأن الصحي في البلاد واطلاع المواطنين والمقيمين على آخر الإجراءات التي سيتم اتخاذها.
رسالة من منصح أوجهها إلى وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح، نرى أن هناك تسابقا من قبل بعض الأطباء على التصاريح والتغريدات التي غالبا ما تكون مستفزة ومزعجة للمتلقي، حيث يحاول البعض من خلالها كسب ود قياديي الوزارة دون النظر إلى تأثيرها النفسي على الناس، وغالبا ما تكون كلماتهم هدفها التقرب إلى القياديين بتحميل الناس المسؤولية رغم التزامهم بالاشتراطات والتطعيم، هذه النوعية من المنظرين ضررهم عليكم سياسيا أكثر من منفعتهم، فمنهم من اتهم أبناء الشعب، وأنا واحد منهم حينما وصفنا بالأنانيين عندما طالبنا بجرعتنا الثانية، وآخر يصف غير المطعمين بألفاظ يعف عنها ذكرها اللسان، وهناك من يقول لولا السفر لما شاهدنا الازدحام على صالات التطعيم، لم نسمع عن أي عقوبة اتخذت ضدهم بسبب التصاريح الاستفزازية.
لذلك بات من الضروري استبعاد هذه النوعية رسميا من المشهد.
هناك متحدث رسمي لوزارة الصحة واحد يجب أن توكل إليه كل التصاريح ويتوحد الخطاب الصحي بدلا من تشتته وتكسب البعض منه، من أجل الفوز بمنصب أو تسيد المشهد أصبحنا للأسف نشاهد الكل أصبح خبيرا في كورونا وسلالتها ومتحدثا للوزارة، ولم نعد تفرق بين الإشاعة والحقيقة بسبب تدخل البعض فيما لا يعنيهم بنصائح التهديد والوعيد.
لا يخفى على معاليك أن هناك متحدثا للوزارة هو د.عبدالله السند يجب أن يكون هو المسؤول عن أي تصريح يخص الوزارة بدلا من هذا الكرنفال الذي نعيشه.
كذلك هناك تعميم صادر من وكيل وزارة الصحة د.مصطفى رضا يمنع من خلال تصوير القياديين والكوادر الطبية في مقار أعمالهم أو أخذ تصاريح صحافية إلا بإذن مسبق، ولكن ما نشاهده فهو مخالف لقرار الوكيل، فالبعض أصبح ينافس الآخر على الصورة دون إنجاز، فالموظف يتسابق مع القيادي على نيل شرفها وتوزيعها عبر مواقع التواصل للشو يجب تفعيل العقوبات بحق هؤلاء المخالفين، والاستفادة من رأي أهل الخبرة والنصح الذين منذ بداية الجائحة لم تتوقف نصائحهم التطمينية للناس، وحثهم بشكل مستمر على التطعيم طواعية منهم، وبعيدا عن التهويل فهؤلاء يستحقون منا الإشادة أمثال د.غانم الحجيلان ود.أسامة العنزي ود.يوسف شمس الدين وأمثالهم كثر.
فلهم منا كل التقدير والاحترام.
[email protected]