[email protected]«خلهم يرمضون معنا» حملة حققت نجاحا في المساهمة بالإفراج عن عدد من المدينين القابعين في السجون.
الفكرة التي قامت بها عدة أطراف حكومية وتطوعية أطلقت الحملة، وهب لها أهل الكويت الأخيار الذين سارعوا إلى دفع ما تجود به أنفسهم من مال للتفريج عن هؤلاء، كم من مدين سواء كان رجلا أو امرأة لا نعلم عن ظروفهم المادية التي أجبرتهم على هذا المكان رغم أن منهم عائلا لأسرة، ولكن الدين غلبه وكان له بالمرصاد.
أصحاب الفكرة أرادوا من ورائها ومن خلال برنامج تلفزيوني مباشر فتح باب التبرع من أجل هؤلاء الناس وإدخال الفرح في نفوس أسرهم، وقد أعلنت الحملة إطلاق سراح كل من كان دينه أقل من 15 ألف دينار، ولله الحمد خلال يوم واحد تم الإفراج عن 29 مدينا بالتنسيق بين بيت الزكاة ووزارة العدل وفتح باب التبرع من خلال وزارة الإعلام في برنامج خاص لهذه المناسبة.
هذه المبادرة ليست غريبة على أهل الخير من أهل الكويت الذين سخروا كل إمكانياتهم من أجل المشاركة في هذا المشروع الخيري «من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة»، فهنيئا لكل من شارك في إطلاق سراح مدين في أيام فضيلة وقبل دخول شهر رمضان وجعل شمل الأسرة يلتئم، إما بعودة الأب إلى بيته أو الأم إلى أولادها، هكذا يعمل أهل الخير في بلادنا لأن بلدنا بلد الإنسانية وخيره شمل العديد من الأعمال الخيرية في مختلف دول العالم.
نتمنى لمثل هذه المشاريع الخيرية الاستمرار والدعم وإنشاء صندوق خاص بمثل هذه الحالات التي ابتليت بدين، ولم تستطع تسديده بالتنسيق بين الجهات الرسمية وعلى رأسهم بيت الزكاة تمهيدا لإطلاق سراح عدد أكبر من المدينين الذين هم مطالبون بمبالغ أكثر من 15 ألفا أيضا، وهذا ليس صعبا على أهل الكويت الذين تبرعوا بمبلغ أكثر من مليون دينار خلال ساعات ضمن برنامج تلفزيوني.
وزير الأوقاف ورئيس مجلس إدارة بيت الزكاة محمد الجبري أعلن في تصريح سابق أن الحملة «خلهم يرمضون ويانا» تهدف إلى الإفراج عن السجناء من المواطنين والمواطنات على ذمة القضايا المدنية فقط، كما تأتي في إطار قيام البيت بدوره الريادي والحيوي ودعم استقرار الأسرة الكويتية لممارسة دورها الفعال في بناء مجتمع متكافل، وتفعيل مبدأ المسؤولية المجتمعية لخدمة المجتمع المحلي بفضل جهود وتبرعات المحسنين من الأفراد والشركات.
وبين أن حملة بيت الزكاة للعام الماضي آتت ثمارها وتفاعل معها أهل الكويت الكرام المعروف عنهم حبهم لفعل الخير ونجدة كل صاحب حاجة لاسيما في هذه الأيام المباركة، فنجحت في الإفراج وإسقاط الأحكام عن الـ 173 حالة واستقطبت عددا كبيرا من المحسنين.
وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.فالح العزب في تصريح صحافي أعلن أن الحملة تأتي من منطلق الحرص على دعم أواصر التراحم المجتمعي، وقد شاركت وزارة العدل ممثلة بإدارة التنفيذ في الحملة.
جهودكم في افراح الأسر تتوج بالذهب وفي ميزان أعمال كل من ساهم.
ألف شكر لجميع من ساهم من مواطنين وجمعيات نفع عام ومؤسسات على تبرعهم السخي في إطلاق سراح كل مدين، وكل عام والجميع بخير ومبارك عليكم الشهر.