تصادف غداً الذكرى الـ 28 للغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة.
التاريخ سجل هذا الاعتداء الآثم وتم توثيقه عالميا بأنه اعتداء على الإنسانية واحتلال أرض وتشريد شعب وتدمير بنية تحتية وجرائم قتل بحق الأبرياء من أبناء الشعب إضافة إلى طامة حرق آبار النفط التي هي أساس اقتصاد البلاد.
الرئيس المقبور هو وجنوده لم يدخروا شيئا آنذاك دمروا كل ما هو جميل في الكويت بمباركة شعبية من قبل معظم الشعب العراقي الذي بارك له خطوة الغدر، فمن الصعب بعد تلك الأحداث أن نغير معالم التاريخ ووثائقه من الغزو العراقي إلى الغزو الصدامي.
أيام الغزو العراقي لا تنسى ومازالت راسخة في ذاكرة كل كويتي، هذه الذكرى سجلت صمود الشعب الكويتي في وجه الطغيان والديكتاتورية وكشفت لنا الوجه الحقيقي للإخوة والأصدقاء تجاه ذلك العمل الجبان.
هذه المقدمة جاءت ردا على تصريح السفير العراقي لدى الكويت، ودعوته للكويتيين بناء على التصريح المنشور في جريدة النهار إلى تغيير وصف الغزو العراقي في مناهجهم الدراسية والإعلامية إلى الغزو الصدامي معللا ومبينا عدم رضا الشعب العراقي لغزو الكويت.
هذا التصريح استوقفني كثيرا وجعلني أفكر كثيرا في أن الاعتداء ليس شخصا في مشاجرة ما حتى نوثقها باسمه، وإنما هو اعتداء بلد على بلد مسالم وتدميره بالكامل، واختراق لكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
أستغرب من تصريح السفير في ذكرى الغزو بأن يطلب منا ككويتيين مبادرة تغيير مسمى «الغزو العراقي» الى «الغزو الصدامي» متناسينا حجم المعاناة والمأساة التي عاشها أهل الكويت خلال تلك الفترة، كما أنه يجب ان تسمى الحوادث باسمها دون نسبها لأشخاص.
التصريح حرك المشاعر الإنسانية لأهل الشهداء والأسرى الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم وذلك بسبب هذا الغزو والاجتياح العراقي الذي يجب أن تكون ذكراه أيضا راسخة في ذاكرة اخواننا في العراق ولا يتم طمس الحقائق وتصغيرها.
دعونا نرجع قليلا إلى الحروب التي دارت رحاها في بلدان العالم طالما يرى السفير أن الأمر لابد من ربطه بالرئيس فلماذا لم تتم تسميتها آنذاك باسم من قاده.
يجب علينا أن نصف بلدنا وما تعرض له من انتهاك صارخ ولا نتنازل عن التاريخ الموثق في التلاعب بالعبارات لأن من احتل الكويت هو الجيش العراقي، وبذلك ستستمر التسمية على مدى الحياة ولن تتغير ونحن عاصرنا الغزو وعشنا لحظاته ونقلنا ذلك لأبنائنا وسينتقل هذا الدرس من جيل إلى جيل وفي المناهج التعليمية حتى تعرف الأجيال الملاحم البطولية لهذا الشعب الوفي ودفاعه عن وطنه في المقاومة أو في المحافل الدولية بالصدح بكلمة الحق الكويتي.
لذلك أرى أنه يجب على السفير أن يبادر ويشيد بدور الكويت الفعال في تعمير العراق وأن يذكر بكل شفافية حقبة الغزو العراقي وتشافي الكويت من ذلك الألم.
فقط للتذكير الكل يعلم أن صفحة جديدة فتحت بين الشعبين والكل يعلم مبادرات الكويت في الدعوة لإعادة إعمار العراق وهذا يدل على أن الكويت طوت صفحة الماضي فلا مجال أن نفتحها ونثير شجون أهالي فقدوا أبناءهم وبناتهم ونغير التاريخ بحجة التقارب «ما هكذا تورد الإبل».
[email protected]