عاد إلى أرض الوطن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد بعد رحلة علاج تكللت ولله الحمد بالنجاح.
الشيخ ناصر قطع إجازة علاجه المقررة خلال فترة النقاهة في المملكة المتحدة وقدم إلى الكويت رغم أنه مازال بحاجة إلى تلك الراحة، ولكن الإحساس بمسؤولية القيادي جعل أبا عبدالله متواجدا ومشاركا في عزاء أهالي الطالبين المتوفيين في دورة الضباط، وهذا يبين معدن رجل الدولة الحقيقي الذي يشعر بروح المسؤولية.
بهذا المصاب الجلل نتقدم بالتعازي إلى أهالي الطالبين اللذين وافتهما المنية، ونطلب من الله العلي القدير أن يتغمدهما بواسع رحمته، بناء على ما ذكر أن الطالبين تعرضا لإجهاد أثناء التدريب وتسبب ذلك في وفاتهما، الأمر الذي دعا وزارة الدفاع إلى تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الوفاة.
الشيخ ناصر صباح الأحمد بعد حادثة الوفاة ودخول طلاب آخرين المستشفى أصر على التواجد في الكويت والاطلاع عن قرب على سير التحقيق والإشراف بنفسه على مجرياته ومحاسبة أي مقصر أو متسبب بذلك مهما كان منصبه وهذا ما ستثبته الأيام المقبلة.
الإجراء الذي بذلته يا أبا عبدالله، وحضورك رغم مرضك وتعبك بلا شك له مكانة كبيرة في نفوس أهالي المتوفيين أعانهم الله وأهل الكويت عامة وهذا العمل لا يقوم به إلا رجل دولة وهذا اللقب تستحقه بالفعل.
تعجز كلمات الشكر أن تفيك حقك وسعدنا جميعا حينما شهدنا معاليكم بخير وعافية متمنين من الله العلي القدير أن يديم عليكم موفور الصحة والسلامة وان تعود لتكمل ما بدأته من مشوار لمشروع كويت المستقبل الذي ينتظره الجميع.
وعودة إلى الكليات العسكرية والحوادث التي تحصل للطلبة الضباط بين فترة وأخرى، الأمر يتطلب من المسؤولين عن تلك الجهات الحرص على أرواح الطلبة والتخفيف عنهم خلال فترة التدريب نظرا لحرارة الجو، ويجب على المسؤولين في الأكاديمية أن يراعوا أوضاع الطلبة وعدم إرهاقهم في أمور يعجز الإنسان عن تحملها لان هذه المدارس خلقت من أجل التدريب والتأهيل وليس من أجل التعذيب.
الحرارة المرتفعة وأشعة الشمس لا يتحملها الإنسان لبضع ثوان، فكيف يتم تدريب الطلبة في ساحات غير مظللة؟ نعلم أن العسكرية تحتاج قوة الصبر والتحمل في الميدان ولكن ليس بهذه الطريقة المتبعة في بعض الأكاديميات العسكرية.
بعد تكرار الحوادث يجب على المدارس العسكرية أن تراعي أحوال منتسبيها وتجد آلية للتدريب نظرا لحرارة الجو من خلال تخصيص فترات التدريب خلال الصيف مساء.
الجميع أبناء الكويت ويؤلمنا ما يصيبهم لذلك بات من الضروري محاسبة أي مسؤول في تلك الكليات في حال تكليفه الطلبة والأفراد وتحميلهم فوق طاقتهم أثناء الدورة العسكرية.
أخيرا، ندعو الله أن يرحم أبناءنا الطلبة الضباط ويكتب الشفاء العاجل لمن يرقد على الأسرة البيضاء والله خير الحافظين.
[email protected]