حملت الصحف والمواقع الإخبارية عنوانا يفيد بأن الكويت من أسوأ الوجهات التي يقصدها الوافدون للعمل.
الاستبيان كما هو مذكور شمل عينة لم تتجاوز 20 ألف مقيم في الكويت دون استناد إلى نوعية وظائف المشمولين أو مستواهم العلمي أو مدة إقامتهم بالكويت. العينة المشمولة لا نعلم كيف تم اختيارها من قبل جهة الاستبيان التي وضعت الكويت في قائمة مقدمة الوجهات السيئة، وتناست تلك الجهة أن عدد المقيمين في الكويت من مختلف الجنسيات يصل إلى 3 ملايين ونصف المليون مقيم.
التقرير أوضح أن الكويت من أسوأ الوجهات في سهولة الاستقرار للوافد، وجودة الحياة، وخيارات وقت الفراغ، والسعادة الشخصية، وتكوين الصداقات.
بداية نعقب على ما ذكر في التقرير بأن أعداد الوافدين في بلدنا تفوق عدد المواطنين بالضعف، وهذا يدل على حالة الاستقرار والراحة والرفاهية والعيش الكريم والدخل الجيد الذي يعيشه الوافد وأسرته، أي خلاف ما ذكره الاستبيان وخير شاهد العدد الذي يشهد تزايدا بين فترة وأخرى لهذه الفئة.
هناك عدد كبير جدا من الوافدين أمضوا عقودا طويلة من الزمن وما زالوا مستقرين في الكويت منهم الأطباء والمعلمون وآخرون فضلوا العيش في الكويت، فكيف بعد ما ذكر وصف بلدنا في هذا الاستبيان بالأسوأ من ناحية استقرار الوافدين؟!
نريد اطلاع من قام بعمل هذا الاستبيان على أن الخدمات العامة المقدمة للمواطنين هي ذاتها المقدمة للوافدين في الكويت، حيث ان الأسواق والمجمعات وأماكن الترفيه واحدة، ولا يوجد تمييز بين المواطن والمقيم في الأسعار، كما أن سلع الجمعيات المدعومة تُباع بسعر موحد للجميع فكيف تقاس الكويت بعد ذلك بأنها الأسوأ في جودة الحياة والمعيشة لهذه الفئة؟!
التقرير كذلك أوضح أن الكويت من أسوأ الدول في تكوين العلاقات بين الوافدين والمواطنين وهذا الكلام مردود عليه وبعيد كل البعد عن واقع المجتمع الكويتي الذي يعتبر الديوانية هي المكان الوحيد الذي يجتمع فيه أطياف المجتمع، فهناك العديد من إخواننا الوافدين تربطنا بهم صداقة كبيرة وتواصل دائم في الدواوين، وخير شاهد على ذلك المناسبات، فكيف إذاً يتم تصنيفنا بالأسوأ في العلاقات الاجتماعية؟!
أما فيما يخص الدخل الشهري للوافدين فهذا يختلف من شخص لآخر ويرجع ذلك حسب المؤهل والوظيفة فهناك منهم من يتقاضى أكثر من راتب المواطن في جهة حكومية أو خاصة، والدليل على ذلك استمرارهم في أعمالهم منذ عقود من الزمن، إذاً لماذا تصنف الكويت بعد هذا الإنصاف بأنها أسوأ الوجهات لاستقطاب الوافدين؟!
نطلب من الجهات الحكومية خصوصا القوى العاملة أن ترد على هذا التقرير الذي وصف الكويت للمرة الخامسة انها أسوأ وجهة للوافدين من خلال أعداد العمالة وكشف أعدادهم بين التقرير الأول والثاني، وإطلاع العالم على العدد الذي شهد تزايدا من قبل الوافدين، وكذلك استعراض أعداد العاملين في القطاع الحكومي والخاص والخدمات المقدمة لهم من قبل الدولة التي فتحت أبوابها للقاصي والداني لكي يبحث عن رزقه دون تضييق في هذا البلد، فلماذا هذا الافتراء على كويت الخير والإنسانية؟
أخيرا نقول لهذه المؤسسة الراعية لهذا الاستبيان انه لو لم تكن الكويت الوجهة الأولى للوافدين لما شاهدنا أعدادهم في تزايد سنوياً وفقا للإحصائيات، فكيف يتم وصف الكويت من خلال عينة مجهولة المعالم بالوجهة السيئة وهي عكس ذلك تماما.. ومنا إلى «القوى العاملة» ننتظر ردكم[email protected]