تطرقت في المقال السابق الى فيروس كورونا ودعوة الجهات الحكومية إلى التعاون فيما بينها لمواجهة هذا الفيروس منعا لانتشاره للحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين.
هذا الحدث بين لنا أمرا مهما هو غياب روح المبادرة من قبل جمعيات النفع العام وكذلك القطاع الأهلي سواء مستشفيات أو صيدليات أو شركات في مد يد المساعدة للأجهزة الحكومية لمواجهة هذا الفيروس.
لم نسمع عن أي مشاركة تذكر منهم، وإنما شاهدنا استغلالا واضحا من قبل بعض أصحاب النفوس الضعيفة والجشعة لحاجة الناس إلى وسائل الوقاية المتمثلة في مواد التعقيم والكمامات الأمر الذي دعا وزير التجارة خالد الروضان للتدخل بنفسه لمخالفة وإغلاق تلك الصيدليات التي استغلت الحدث وتلاعبت بالأسعار بهدف الربح من تلك الأزمة وهذا العمل يسجل له.
يتوجب على الوزير الكشف بالاسم عن كل من استغل هذا الظروف وخالف القانون، وتعريف نوع معاقبتهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم والسؤال المهم أين دور فرقكم عن دورها في مراقبة الأسعار قبل الأزمة؟
الخطط المعمول بها حاليا بوجهة نظري اجتهادات شخصية ليست خطط فريق عمل مشترك يواجه الأزمات، وخير مثال تخبط مسؤولي وزارة الصحة منذ بداية أزمة كورونا والى اليوم في طريقة الحجر ما بين إجراء صحيح في مكان مخصص وآخر اكثر خطورة في المنزل ومخالطة للجميع ما يساهم ذلك في تفاقم المشكلة.
الوضع الحالي لا يسمح لنا أن نخوض في جاهزية الوزارة من عدمه لهذا الفيروس، وسيتم التطرق له لاحقا بعد سلامة جميع المصابين، ولكن هناك شهادة حق وشكر مقدم لجميع الأطباء وأفراد الهيئة التمريضية ورجال الطواري الطبية الذين يعملون في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس ومتابعتهم المستمرة للحالات المصابة صحيا.
حقيقة نفتقد في الكويت مجلسا لإدارة الأزمات يتم اللجوء له في حال تعرض البلاد لا سمح الله إلى كوارث طبيعية أو لأمراض وبائية أو لحروب، يكون معنيا بالتعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها، والسيطرة عليها، ووضع الخطط لمواجهة الأزمات بفريق عمل متجانس من مختلف التخصصات لأصحاب الخبرة والمعرفة الذين نحن بأمسّ الحاجة لهم اليوم بعد فيروس كورونا وبعيدا عن تعيينات أصحاب المحاصصة السياسية والواسطات الباراشوتية لأن مصلحة البلد وسلامة فوق الجميع
أخيرا في مقالتي الماضية طالبت مجلس الأمة بعقد جلسة خاصة لمناقشة فيروس كورونا والوقوف على آخر المستجدات والتأكد من اجراءات وزير الصحة وجاهزية الوزارة وما آلت إليه الأوضاع بعد انتشاره، وجاء التجاوب بتحديد جلسة يوم غد لمناقشة الوضع.
كذلك نبهت الطيران المدني والخطوط الجوية الكويتية بفرض خطة الطوارئ بتعقيم الطائرات العائدة من إيران حتى لا ينتقل الفيروس لمسافرين آخرين يستخدمون تلك الطائرات لوجهات أخرى عبر التكييف وغيره ولله الحمد طمأنت الخطوط الجميع
بأن طائرات الشركة مزودة بوسائل حديثة لتنقية الهواء من أي فيروسات وجراثيم وميكروبات وبكتيريا في أجهزة التكييف بكامل أجزاء الطائر بعد كل رحلة مخصصة لإجلاء الركاب من خلال استخدام مواد معتمدة ومصرحة من قبل الشركة وتطبيق أعلى معايير السلامة التشغيلية المعتمدة من منظمات الطيران المدني الدولية فيما يتعلق ببروتوكول التعقيم المقرر من وزارة الصحة المطبق في هذه المرحلة.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]