بعد أن أعلنت وزارات الدولة عن جاهزيتها لاستقبال رحلات إجلاء المواطنين الكويتيين العالقين في مختلف دول العالم بسبب جائحة كورونا التي ضربت دول العالم، بدأت أمس المرحلة الأولى من هذه العملية الكبيرة.
وتتوزع عمليات الإجلاء على 5 مراحل تشمل المرحلة الأولى التي انطلقت بالفعل أمس 75 رحلة وتستمر حتى غد الثلاثاء وتضم أكثر من 10 آلاف مواطن وتليها المراحل الأخرى تباعا.
إجلاء المواطنين جاء بتوجيهات سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، الذي أمر بتسخير كل الإمكانيات التي تضمن سرعة عودتهم إلى أرض الوطن.
الحكومة نفذت الأوامر السامية بالتنسيق بين جهاتها الرسمية بفتح منصة (معاكم) لتسجيل المواطنين لحصر أعدادهم، وبعدها تم إعداد جداول الرحلات لنقل المواطنين خلال فترة زمنية محددة.
وزارة الخارجية لم تأل جهدا في توفير كل الخدمات للمواطنين في الخارج منذ انتشار فيروس كورونا، حيث حرصت على تخصيص المساكن الملائمة لهم وتوفير كل الخدمات اللوجستية والوقائية حتى يتم إجلاؤهم الى البلاد، العمل الذي قامت به البعثات الديبلوماسية في جميع دول العالم، وخصوصا المنتشر فيها الوباء يدعو للفخر والاعتزاز بشرف الانتماء لهذا الوطن الذي حرص حاكمه، حفظه الله، على تقديم كل غال من اجل سلامة أبنائه
الجهات الصحية أعلنت عن جاهزية طواقمها الطبية والتمريضية وفرق الطوارئ الطبية لاستقبال العائدين الى ارض الوطن بتجهيز القاعات التي تضم المئات من الكوادر ومجهزة بكل الخدمات لإجراء الفحوصات الدقيقة للتأكد من سلامتهم وبعدها يتقرر إحالة المواطن إلى الحجر المنزلي أو المؤسسي.
المهمة صعبة وفيها مغامرة تتطلب من جميع القادمين الالتزام بالشروط الصحية الخاصة بالتقيد بالحجر المنزلي، وعدم مخالفة القانون حفاظا على صحتهم وصحة أسرهم ومجتمعهم.
يجب على الجميع الالتزام بتعليمات السلطات الصحية والتجاوب معها من خلال تطبيق «شلونك» الذي يمكّن أطباء الصحة الوقائية من التواصل مع من هم بالحجر المنزلي عبر للاطمئنان عليهم والتأكد من تواجدهم في منازلهم وعدم مخالفتهم للقانون.
المسؤولية كبيرة وأي كسر للحجر المنزلي أو القيام بالمخالطة للأسرة خلال فترة الحضانة ستكون له نتائج عكسية على الأسرة والمجتمع، لذلك بات من الضروري اتباع التعليمات والابتعاد عن مخالطة الناس وتطبيق العزل الانفرادي حتى نعبر جميعا إلى بر الأمان.
المطلوب مساعدة الأجهزة الحكومية في تجاوز هذا الوباء بالعلاج الفعال الذي أثبتت الدراسات فعاليته ونجاحه وهو التزام المنازل وعدم مغادرتها.
حفظ الله الكويت وشعبها والمقيمين على أرضها من كل شر.
[email protected]