خاض الشباب والفتيات في الكويت، مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية، ونجحوا فيها، ومنذ أن تأسست الكويت، ونحن نرى الهمّة والنشاط والإبداع الذي يتمتع به هؤلاء الشباب في كل الميادين، وهذا الأمر أسهم بشكل خلاق في النهضة والتطور.
ومن المعروف أن الكويت بلد فتي، بمعنى أن الشباب والفتيات يمثلون فيه نسبة كبيرة، مما يساهم في طرح الأفكار، وتجديد الدماء.
ولو تحدثنا عن تلك النماذج الشبابية الناجحة في الكويت لاحتجنا الى الكثير من المجلدات، لإعطاء هذا الموضوع الحيوي حقه من الدراسة والبحث.
إلا أنني سأتحدث في هذه المساحة عن نموذج، ربما يعطي صورة واضحة للشباب في الكويت، وما يتمتعون به من حب للعلم، وقدرة على البحث ومواصلة العمل الأكاديمي، بما يخدم الإنسانية، ويثري مسألة تخطيط الموارد المؤسساتية.
وهذا النموذج يمثله الشاب الكويتي خلف إبراهيم خلف، الذي يتمتع بطاقة شبابية متميزة، ورغبة في التحصيل العلمي، دفعته إلى المضي قدما في مجالات بحثية مهمة، من خلال تخصصه في المحاسبة.
ولقد اطلعت على أطروحته «أثر تطبيق الموارد الأساسية (ERP) في تحسين الأداء المحاسبي للمؤسسات المالية في الكويت»، ورأيت فيها جهدا مبذولا، ومثابرة في طرح الأفكار، واستنتاج النتائج من خلال منهجية الدراسة والتوصيات والاستبيان.
وهي الأطروحة نفسها التي حصل بموجبها - هذا العام - على الماجستير في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارة - قسم المحاسبة التابعة لجامعة آل البيت في الأردن، وأشاد بها الأستاذ الدكتور نوفان حامد العليمات، الذي أشرف على الرسالة، بفضل ما تضمنته من حلول في مسائل عدة تتعلق بتحسين الأداء في المؤسسات المالية.
إن أطروحة خلف إبراهيم خلف، تهدف إلى تحسين الأداء المحاسبي في المؤسسات المالية، التي تطبّق نظم تخطيط الموارد في الكويت، واستعان خلف في ذلك باستبيان مكون من 3 مجالات اشتملت على استخدام برنامج إدارة سلسلة التوزيع والإمداد، وتخطيط موارد المواد، وإدارة الموارد المؤسسية، كما وزّع الاستبيان على 120 مؤسسة مالية في الكويت، ومن ثم تحليل النتائج عن طريق برنامج الحزمة الإحصائية SPSS، وتوصلت الدراسة إلى نتائج مهمة، ستعود بالفائدة على المنظومة المالية في الكويت حال تنفيذها. إنني أطرح هذا النموذج الكويتي، على أمل أن يلقى الاهتمام والرعاية من المسؤولين في بلدنا الحبيب الكويت، حيث إن رسالته تستحق أن تكون مرجعا علميا في مجال الاقتصاد الكويتي، وأن تدرج ضمن خطة التطوير التي نطمح إليها، وهذا الأمر غاية في الأهمية، لما فيه مصلحة البلد.
وبالإضافة إلى هذا النموذج الكويتي المشرف لشباب الكويت، هناك نماذج أخرى في ميادين عدة، بحاجة إلى من يوليها الاهتمام، والرعاية والدعم والتشجيع، بدلا من الإهمال الذي يؤدي - في معظم الأحوال - إلى الانصراف عن الطموح والابتعاد عن الأحلام، وهذا ما لا نريده لشبابنا وفتياتنا، الذين يحملون في مشاعرهم حب الكويت، ويسعون جاهدين إلى تطويرها، بكل ما يمتلكون من إمكانيات.