[email protected]
القادة الملهمون، لديهم حضور طاغ وقدرة على التأثير ويثيرون الإعجاب بذكائهم، وهي نعمة يهبها الله لبعض عباده، والتاريخ قدم لنا العديد من رواده المبدعين الذين ضربوا أروع الأمثلة في مواجهة التحديات، فظهرت بدائعهم وتألقت نظرياتهم وجعلوا نظم الأمور في دائرة الضبط والسيطرة.
ومن هؤلاء المبدعين رئيس مجلس الإدارة ورئيس الأطباء في مستشفى الجراحة العصبية والعمود الفقري دبي، د.عبدالكريم مسدي، الذي يعدّ قامة عملاقة، يشد الأذهان بحسن عرضه، ويهز القلوب بجميل لفظه، يصنع من العجز قوة، ويتمتع بملكة نادرة من عناصر الإبداع، وجعل من «مستشفاه» في مصاف الدول المتقدمة.
ومن خلال التتبع والاستقراء في سيرة هذا «الملهم» التي اتصفت بالإدارة الإستراتيجية الناجحة، تمثل فكره وفق خطة مرسومة تتلاءم بتطلعاتها نحو المستقبل ومواكبتها لعصر العولمة والسرعة العلمية وتكيفها بنهج سديد وأسلوب حميد وفكر رشيد، وتجلت خبرته المهارية من اختيار كادر علمي مميز يحقق له روح الفريق الواحد في التحسين والتطوير، فرسم المنظومة التدريبية في «مستشفاه» بشكل احترافي، وجعلها أساسا واضحا في التحديث والتطوير في رفع الكفاءة المعرفية وفق رؤى علمية نموذجية.
وكما امتاز د.عبدالكريم مسدي بقدرة عالية على الاستشراف المستقبلي وإيجاد الحلول، وهي الصفة القيادية الملهمة القادرة على التكيف، فكان «يؤمن بما يعمل ويعمل بما يؤمن به» ويدرك أن الإستراتيجية ليست نتيجة التخطيط بل هي نقطة البداية لتحقيق الرؤية والغايات، فحقق الإنجازات الباهرة والعطايا الوافرة، ورسم المستقبل بتصوراته الشمولية وشخص الواقع ووصل إلى درجة التمكين، وهذه المرحلة تظهر فيها الأفكار الإبداعية والتعرف على البيئة الداخلية والخارجية من «قوة وضعف وفرص وتهديد» وهذا ما يسمى بالتحليل الرباعي (SWOT) الذي لا يتقنه إلا المخططون البارعون.
ومن خلال تشخيصنا لسيرة هذا «القائد الملهم» ندرك أن الإبداع هو نقطة الانفتاح والانطلاقة نحو الآفاق الواسعة، ونحن اليوم بحاجة إلى قيادات بارعة في جميع مؤسساتنا، لها من الفكر الإستراتيجي الذي يكمن في رؤية ملهمة تغير واقع الحال من حولنا في صورة تطابق الواقع وليست مجرد خيال مفرط، وإن النجاح ليس بوجهات النظر وإنما ما تحققه من أثر.. ودمتم ودام الوطن.