أثناء لقاء تلفزيوني مع أسطورة العمل الخيري الشيخ عبدالرحمن السميط، رحمه الله، اتصل عضو اتحاد الجامعات الإسلامية في إحدى الدول الخليجية وقال يا د.عبدالرحمن، لماذا لا تحرصون على تعليم العقيدة الإسلامية في مدارسكم وجامعاتكم في أفريقيا؟ ورد السميط بأننا نحرص على ذلك كل الحرص ولكن نحتاج لمعلمين ودعاة على مستوى من العلم الشرعي وأنت يا شيخ بما أنك عضو اتحاد الجامعات لماذا لا توجهون طلابكم للعمل الدعوي في أفريقيا ولماذا يكتفي خريج الجامعات الإسلامية بمدرسة أو مسجد بالقرب من منزله لماذا لا نجد من طلابكم من يريد أن يعمل خارج بلده؟
من السهل وأنت جالس تحت مكيفك البارد أن توزع الاتهامات يمينا ويسارا على اللجان الخيرية والناشطين في العمل الخيري، وتتهمهم بالتقصير وقلة العلم الشرعي وعدم الاهتمام بالعقيدة، لكنك تتناسى أن العمل الخيري نسك شرعي على عموم المسلمين أما فرض كالزكاة وأما تتطوع كالصدقات بأنواعها وليس على اللجان الخيرية وحدها فأنت يا من تنتقد ويا من تشكك ويا من تثبّط الناس عن التصدق وتستهزئ بالقائمين على حملات التبرع.. انت تحارب نسكا شرعيا وإن كان ردك أن من يعمل بالعمل الخيري مشكك فيه او عليه شبهة فهذا يخضعك للقاعدة الشرعية «البينة على من ادعى» أما أن تقدم بينتك ودليل فتبرئ نفسك أمام الله وإلا لحقك إثم الطعن والتشكيك بذمم الناس.
في الحملة الخيرية الأخيرة الألف بئر والتي قامت بها جمعية العون المباشر وهي من أكثر الحملات شفافية ووضوحا ومرخصة من وزارة الشؤون ووزارة الخارجية الكويتية ومتابعة بشكل مباشر عبر سنابات القائمين على الحملة لم تسلم من التشكيك والهجوم بل وصل الأمر إلى الطعن في ذمم المشاركين المالية وأن دل هذا على شيء فإنما يدل على مرض اجتماعي تغلغل في نفوس البعض وأصبح يزعجه أن يرى الناس تتدافع لتتصدق لبناء آبار في أفريقيا ويؤلمه أن يرى هذه الانتفاضة لعمل الخير وبعضهم حسد وغل أن يرى غيره يعمل عمل الخير وهو مقصر ويرى جمعية العون المباشر تتفوق وجمعيته مقصرة.
من يحارب العمل الخيري سواء حملة الألف بئر أو غيرها من الحملات هو لا يتهم لجنة او شخصا بعينه بل يتهم الكويت بمؤسساتها الخيرية الرائدة والحائزة على المراكز الأولى بالشفافية حسب تقرير مجلة فوربس ويحارب الوزارات الحكومية كوزارة الشؤون وجهاز متابعة اللجان الخيرية والتزامها بقواعد وقوانين العمل الخيري ووزارة الخارجية ممثلة بعملها بمتابعة الحسابات الخارجية ويحارب العرف الكويتي الذي اصبح سمة في دول العالم وهو حب الخير والعمل على الوقوف مع الفقراء والمعوزين في العالم حتى أصبحت الكويت مدرسة العمل الخيري.
وإن كانت هناك مطالبة أو رسالة فهي رسالة لكل من شكك بالعمل الخيري أن يراجع نفسه وأن كان يبحث عن الحقيقة فالجمعيات الخيرية أبوابها مفتوحة يراجعها ويسألها عن التبرع وإن رأى مخالفات لبعض لجان العمل الخيري فدوره تقديم شكوى لوزارة الشؤون فهذه مسؤوليته أما إذا كان حاقدا او حاسدا فليتق الله في هذه الأيام الفاضلة.
شكر وتقدير: كل الشكر والتقدير والحب لجريدة «الأنباء» وللأستاذ يوسف عبدالرحمن على إتاحتهم الفرصة لمعاودة الكتابة الصحافية في هذه الجريدة العريقة أحد أعمدة العمل الصحافي بالكويت.