المتابع للمسلسل التراثي «بياعة النخي» الذي يعرض حصريا على شاشة تلفزيون الكويت لابد ان يتوقف عند الشخصية التي تجسدها رائدة الفن الخليجي مريم الصالح لأنها تقدم من خلالها درسا مجانيا لممثلات الجيل الحالي في كيفية تقمص الشخصية من دون تكلف او تصنع حتى تصل للمشاهدين بكل أريحية.
«أم نواف» التي مرت برحلة علاجية طويلة غابت بسببها عن الشاشة والتي عادت لها بعد ان من الله عليها بالشفاء بشخصية كتبتها لها رفيقة دربها حياة الفهد لتقدمها الصالح بكل عفوية وتلقائية لتكون الند لها و«ملح» هذه الحلقات التي تجد فيها الصدق بالإحساس لامرأة خائفة ان تأخذ امرأة أخرى زوجها منها رغم انها تعرفها جيدا وتجمعها بها «عشرة عمر».
استطاعت رائدة الفن الخليجي مريم الصالح بأسلوبها العفوي أن ترسم لنفسها خطا مغايرا عما قدمته في السابق لتكون عودتها للأعمال الدرامية أكثر توهجا.
الصالح مهما تحدثنا عنها «لا نوفيها حقها» فيما قدمته للفن الكويتي والخليجي، ويكفي انها من فتحت باب التمثيل للنساء في الكويت والخليج من الخمسينيات بعد ان قدمت، وهي في سن الثامنة مع مجموعة من زميلات مدرستها (الشرقية الابتدائية) أمام جمهور حقيقي من الأمهات والمعلمات، عملا فنيا مدرسيا، من خلال دورها الطفلة اليتيمة «سميرة» في المسرحية المدرسية «ملح الطعام»، لتتوالى بعدها الأعمال حيث شاركت في مسرحيات مثل «الطاعة» عام 1957 و«صقر قريش» عام 1961، حيث حصلت على الميدالية الذهبية لأحسن دور في المسرحية.
تميز رائدة الفن الخليجي مريم الصالح في «بياعة النخي» ليس مستغربا لأنها مبدعة في كل دور تقدمه في المسرح او التلفزيون مهما كان حجمه لأنها تبحث عن قيمة فنية تقدمها من خلال تلك الأدوار وليس عن عدد حلقاته كما يفعل ممثلات وقتنا الحالي!
وما تقدمه هذه الفنانة الكبيرة عبر شاشة تلفزيون الكويت من خلال مسلسل «بياعة النخي» يجب على ممثلات الجيل الحالي الانتباه له جيدا حتى يستفدن منها في كيفية تقمص الشخصيات واتقان اللهجة الكويتية الصحيحة من دون «تعرجات» كما نسمعها من البعض منهن من خلال اعمالهن المنتشرة هنا وهناك!
شكرا «أم نواف» و«كثر الله خيرچ»على هذا الاداء العفوي والتلقائي في مسلسل «بياعة النخي»، والشكر موصول للفنانة القديرة حياة الفهد التي كتبت لك دورا يليق بمكانتك الكبيرة في قلوب أهل الكويت والخليج.
mefrehs@