الاقتصاد شريان الحياة في كل المجتمعات، وتوقفه إعلان وفاة، والكويت واجهت الصعوبات واستطاعت الخروج منها منتصرة وبأقل الأضرار، وستتمكن من التغلب على أزمة كورونا بقدراتها وتعاون أبنائها وتضحيات رجالها ونسائها وجميع الذين يقفون في الصفوف الأولى والتزام أبنائها بالتعليمات والاشتراطات الصحية وتطبيقها بحذافيرها.
ولكن ما يجري الآن أن الأزمة طال أمدها، والتقارير الواردة تشير إلى عدم القدرة حتى الآن على اكتشاف لقاحات ناجعة لوقف زحف الفيروس، وهذا يهدد اقتصادات العالم كله، ومنها الكويت التي تعتمد في نهضتها على اقتصادها الذي بدأ يتضاءل وينكمش مقارنة بالأعوام الماضية.
أنا لا أدعو إلى تفضيل المال والاقتصاد على الحياة البشرية، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن المراوحة في المكان وإغلاق الدنيا كلها، وعدم إيجاد حلول ناجعة للتعامل مع الفيروس والوقاية منه، بحيث نضمن سلامة اقتصادنا وعدم انهياره، فعودة الحياة إلى طبيعتها باتت اليوم ضرورة ملحة بإجراءات وقائية واحترازية تضمن السلامة للجميع.
عودة الاقتصاد للحركة والعمل باتت مطلبا قوميا، فعشرات الشركات أغلقت أبوابها وجرى تسريح مئات المواطنين وآلاف المقيمين، وتعطلت الأعمال وتوقفت المشاريع الصغيرة والمتوسطة بسبب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، ولم نعلم حتى الآن أن إيقاف عجلة الاقتصاد ستتسبب في شلل في كل المنظومة الداعمة لمواجهة كورونا.
الأمر الآن بأيدي أصحاب القرار نحن نحتاج الى الجرأة في التعامل مع الوباء وعودة الاقتصاد من جديد للحركة، وعودة حركة النقل والسفر من جديد، وافتتاح المطار شريان الحياة للخارج، فاستمرار الإغلاق يتسبب في ضرر أشد من كورونا، كل ما علينا فعله هو اتخاذ إجراءات صارمة في القدوم والمغادرة، واشتراط الحصول على ما يثبت الفحص في البلد الآخر، وفحص المسافرين قبل السماح بمغادرتهم، وهذا الأمر بات اليوم ممكنا وميسرا، وبهذا نضمن إنعاش اقتصادنا من جديد وعدم انتقال العدوى.
آلاف الوافدين يرغبون في السفر والعودة من وإلى بلادهم أو زيارة أقربائهم، وقضاء الإجازة بين أهلهم، وهذا الأمر لا حرج فيه، فالحياة يجب أن تستمر وخصوصا أن كبرى دول العالم فتحت اقتصادها وعادت إلى الحياة الطبيعية، ومنها الجارة السعودية ولكن بإجراءات مشددة وضوابط لا يسمح باختراقها أو تجاوزها.
الوقت يدهمنا والتأخير ليس في مصلحة أحد، الشركات تغلق أبوابها والعمالة يجري تسريحها وأبواب الشلل الاقتصادي والدمار المرحلي بدأت تطرق، والمخاوف بدأت تتزايد، والقلق يعم الأجواء والتوتر يخيم على البلاد، وعجلة الاقتصاد آخذة بالصدأ وتحتاج إلى سنوات لتعود كما كانت إلا إن تداركنا الموقف وعدنا للحياة بالسرعة القصوى وفتحنا أجواءنا وأبوابنا للقادمين وسمحنا بمغادرة الراغبين في الشروط الصحية والوقائية الضامنة للسلامة العامة وبمتابعة من الجهات المختصة.